الأربعاء 2 يوليو 2025 05:53 صـ 7 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

هذا ما حدث.. كيف تصرف العمري مع المصريين في 1966 وكيف تصرف هادي في ذات الموقف عام 2018

الإثنين 26 فبراير 2018 01:35 صـ 11 جمادى آخر 1439 هـ
حسن العمري
حسن العمري

سرد الدكتور كمال البعداني، موقف تاريخي لنائب رئيس الجمهورية العربية اليمنية سابقا، في الستينات مع قوات الجيش المصري، وقارن ذلك بمواقف الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي.

وعنون البعداني هذا الموقف في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك"، " عمري (١٩٦٦م) وهادي (2018م).. دعوة للتأمل".

ونظرا لترابط الموضوع القصصي لهذا الموقف التاريخي، يعيد "المشهد اليمني"، نشره نصا، كما رواه الدكتور كمال البعداني.

"في عام ١٩٦٦م  كان الفريق حسن العمري  نائبا للزعيم السلال ورئيسا للحكومة في الجمهورية العربية اليمنية.

وذات ليلة اوقفت احدى الدوريات المصرية  احد الوزراء  في منطقة باب السباح في العاصمة صنعاء وكان بسيارته مع مرافقيه  ورغم معرفتها بالوزير الا ان قائد الدورية وجه له كلام قاسي  واتهمه بإستفزاز الجنود المصرين هناك .

كان السلال حينها في (مصر ) فوصل  خبر احتجاز الوزير  الى الفريق حسن العمري  فحاول الاتصال بمقر (القيادة العربية) وهو الاسم الذي كان يطلق  على مقر قائد القوات المصرية في اليمن   ولكن مسئول  التحويلة هناك رفض  توصيله  بالقائد (طلعت حسن ) بحجة أن الاخير نايم!.

فقال له العمري  انا  الان  رئيس اليمن مع غياب السلال  واريد الفريق (طلعت ) لامر هام  فقال الضابط المصري  معليش يا فندم ( الصباح  رباح  ) فرد عليه العمري بغضب وقال إن رضينا بهذا فنحن (رباح ) ثم اغلق التلفون  وامر بتجهيز الموكب للذهاب الى مقر القيادة المصرية.

  فوصله الخبر ان المصريين قد سمحوا للوزير بالمرور   بعد احتجازه اكثر من ساعتين  فقال العمري ولكن كرامتنا ما تزال (محتجزه ) .

وانطلق موكبه في تلك الساعة من الليل الى مقر القيادة المصرية،  فوصل هناك وحصلت مشادة  امام القيادة  فخرج الفريق (طلعت حسن ) بعد ان عرف بالامر فلما شاهده  العمري خاطبه  امام الجميع قائلا (اسمع  يا اخ طلعت الزعيم  عبد الناصر يخاطب العالم بإستمرار انه جاء الى اليمن من اجل الدفاع عن رغبة و كرامة اليمنيين  فاذا كان هذا تعاملكم معي ومع وزراء حكومتي فكيف بكم مع المواطن العادي ).

  فرد عليه  الفريق طلعت بالقول  (انت ناسي نفسك يا اخ حسن انت عارف معانا هنا سبعين الف جندي  لو نروح من اليمن  حايخش البدر يمرمطكم في شوارع صنعاء ).

 فقال العمري لا لم انسى نفسي ولم انسى ان لكم  سبعين الف جندي   لذلك سوف اتوجه الان الى الاذاعة واعلن استقالتي وحل الحكومة  ونترك حكم البلد لكم وسوف نرى كيف ستواجهون الشعب وتخاطبون العالم ).

 استمر هذا المشهد حتى قرب الفجر وكان المشير عبد الحكيم عامر يتابع الموقف من القاهرة اولا باول وفي الاخير  تواصل عامر مع طلعت حسن وقال (معليش  يااخ طلعت الراجل ده مجنون وممكن يعملها اعتذر له يا طلعت انا عاوز انام )، فتم الاعتذار للعمري  بصورة رسمية ولكنه اصر ان يتم الاعتذار حالا للوزير  اليمني الذي تم  حجزه فذهبوا الى بيته وايقظوه من النوم وتم تقديم الاعتذار له.

هذا الموقف  لم ينساه المصريون للعمري لذلك عندما ذهب بعد اشهر قليلة  الى القاهرة على راس وفد كبير  من كبار  رجال الدولة مدنيين وعسكريين لمقابلة جمال عبد الناصر  من اجل الاحتجاج  على السياسةالمصرية في اليمن والذي قالوا انها تنتقص من سيادة اليمن،   ولكن لم يسمح لهم بمقابلته  وتم ايداعهم (السجن الحربي) فقال العمري  كلمته الشهيرة (ان نسجن فترة من الزمن خيرا من ان تسجن اليمن عقود  من الزمن).

تذكرت هذه الحكاية بعد سماعي ما فعلته الامارات في محافظة شبوة مع  وزير النقل  وما فعلته  وتفعله في عدن وغير هامن المناطق اليمنية كل يوم بل وما فعلته مع هادي نفسه من قبل وسط   ضعف وصمت وانبطاح هادي وحرصة على اي رئاسة .

رحم الله الفريق  العمري وحسبنا الله عليك يامشير هادي".

No Album