القصة الكاملة لكهف الجن بالإمارات

في قلب واحة العين، وتحديدًا عند سفح جبل حفيت، كانت القبائل تتجمع في الأربعينيات لحل خلاف حدودي عالق. وفي أحد الاجتماعات التي ضمّت شيوخًا من أعمدة المنطقة، قرر أحد الشيوخ الكبار الابتعاد قليلًا عن الجمع والدخول إلى كهف مهجور يعرف بين الأهالي باسم "مغارة الهيبة". كانت هذه هي اللحظة الأخيرة التي شوهد فيها، فالرجل دخل ولم يخرج. وبعد بحث مضنٍ، لم يُعثر سوى على عصاه الخشبية، مغروسة في صخرة صلبة، كأنها اندمجت معها بفعل غير مفهوم!
مغارة الهيبة.. الكهف الذي يلفه الخوف
"مغارة الهيبة"، كما يسميها سكان المنطقة، تقع في منطقة وعرة على أطراف جبل حفيت. وتحمل هذه المغارة سمعة مخيفة منذ زمن بعيد، حيث يُقال إنها مسكونة بـ"جنّ النار البيضاء"، مخلوقات غير مرئية تحرس أسرارًا دفينة من عصور ما قبل الإسلام. الأهالي يُحذّرون من الاقتراب منها ليلًا، مؤكدين أن من يدخلها بعد المغيب، لا يعود كما كان.
هوية الشيخ الذي اختفى.. لغز محير
بحسب الروايات الشعبية، تعود الحادثة إلى عام 1943، وتدور حول شيخ من آل نهيان يُقال إنه أحد أقرباء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات. دخل الرجل الكهف وحده في لحظة تأمل عميق، ولم يُعرف مصيره. الأغرب أن العصا الخشبية التي كانت بحوزته، وُجدت مغروسة في صخرة كأنها ذابت فيها، في مشهد جعل الحضور في حيرة وذهول.
الرواية التي لا يُراد لها أن تُروى
رغم أن القصة لم تُوثّق في السجلات الرسمية، إلا أن الشيوخ الكبار وكبار السن في المنطقة يروونها بتفاصيل متقاربة، وكأنها محفوظه في ذاكرتهم الجمعية. تُشير إحدى الروايات إلى أن الشيخ لم يُختطف، بل وجد "بابًا" خفيًا داخل الكهف، مكنّه من العبور إلى عالم آخر، وأنه كان يحمل سرًا من أجداده يمكنه من دخول هذا البُعد. وقيل إنه اختار البقاء مع "من لا يُذكرون"، حفاظًا على ميثاق قديم لا يجوز كسره.
حظر الكهف.. والخوف الذي لم ينتهِ
في السنوات التالية للحادثة، تمّ إغلاق الكهف بأوامر رسمية، وقيل إن الأسباب تتعلّق بـ"الجيولوجيا والانهيارات"، إلا أن السكان المحليين يعتقدون أن السبب الحقيقي هو "الخوف من فتح باب لا يجب فتحه". حتى اليوم، يُقسم بعض البدو والرعاة أنهم يرون أضواء زرقاء تنبعث من المغارة في الليالي القمرية، وأنهم سمعوا صوتًا رجوليًا عميقًا يهمس: "هذا مكان العهد... لا تدخلوه".