السبت 24 مايو 2025 01:27 صـ 27 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تعز تستعد لاحتجاجات نسائية السبت القادم للمطالبة بتحسين الخدمات ووقف التدهور المعيشي

السبت 24 مايو 2025 12:28 صـ 27 ذو القعدة 1446 هـ
ارشيفية
ارشيفية

في ظل استمرار التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية، وتفاقم أزمات انعدام الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، أطلقت فعاليات نسوية في مدينة تعز دعوات لتنظيم احتجاجات نسائية يوم السبت القادم، تنديداً بالأوضاع المتردية وتهميش قضايا المواطنين اليومية.

وتهدف الاحتجاجات إلى تسليط الضوء على معاناة السكان اليومية جراء انهيار العملة المحلية، وغياب الكهرباء والماء، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، في ظل غياب شبه كامل لأي دور رقابي أو خدماتي من قبل الجهات المعنية.

وتأتي هذه الدعوات بعد نجاح حراك مشابه نفذته نساء في العاصمة المؤقتة عدن خلال الفترة الماضية، والذي لاقى تفاعلاً محلياً واسعاً، ودفع باتجاه تسليط الضوء على ما تعانيه النساء تحديداً من آثار مباشرة للانهيار الاقتصادي والخدماتي.

وأعرب المنظمون للحراك النسوي في تعز عن خيبة أملهم من حالة الصمت التي يلتزمها الشارع المحلي تجاه هذه الدعوات، مؤكدين أن "الصمت لا يعني عدم وجود معاناة، بل هو نتيجة للاحباط وفقدان الثقة بالتغيير".

ومع تصاعد معدلات الفقر وانهيار العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية، تفاقمت الأزمات الإنسانية والمعيشية في مختلف المحافظات، لتصل إلى مستويات كارثية خاصة في المدن الكبرى مثل تعز، حيث أصبح الحصول على قوت يوم الناس أمراً شبه مستحيل.

ففي سوق الخبز، ارتفع سعر رغيف الخبز "الروتي" إلى 100 ريال يمني، بينما تجاوز سعر وايت المياه (2000 لتر) حاجز الخمسين ألف ريال، في وقت لم تعد فيه الكهرباء سوى ذكرى بعيدة لغالبية الأحياء.

ويصف مراقبون الوضع في تعز بأنه يعكس حجم الانهيار العام الذي يضرب اليمن منذ سنوات، نتيجة الحرب المستمرة وعدم وجود إرادة سياسية حقيقية لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها الخدمية.

وأكدت الفعاليات النسوية المشاركة في تنظيم الاحتجاجات أن "هذه المبادرة ليست مجرد تظاهرة عابرة، وإنما رسالة واضحة للداخل والخارج بأن المرأة اليمنية لن تبقى صامتة أمام تهميش حقوقها الأساسية، وأنها ستكون صوتاً للأمهات والأطفال الذين يعانون بصمت".

ويأمل القائمون على الحراك أن تتحول هذه الاحتجاجات إلى بداية حركة ضغط مجتمعي أوسع، تقودها المرأة اليمنية، وتنقل بها قضية الخدمات والفساد من الزوايا السياسية إلى دائرة الاهتمام الجماهيري المباشر.