الجمعة 13 يونيو 2025 10:41 صـ 17 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أسبوع واحد قد يغير كيمياء الجسم ويحسن قدرته على التكيف

السباحة في الماء البارد .. ما سر الحيوية والقوة عند كريستيانو رونالدو وبوتين؟

الخميس 12 يونيو 2025 12:36 مـ 16 ذو الحجة 1446 هـ
رونالدو وبوتين
رونالدو وبوتين

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة أوتاوا الكندية أن أسبوعًا واحدًا فقط من السباحة اليومية في الماء البارد قد يُحدث تغييرات جوهرية على المستوى الخلوي في جسم الإنسان، فالتجربة التي خضع لها عشرة شبان أصحاء، تضمنت غمر أجسادهم في مياه بدرجة حرارة 14 مئوية لمدة ساعة يوميًا، أظهرت نتائج مفاجئة في قدرة الجسم على التكيف مع الإجهاد البيئي.

تحفيز "الالتهام الذاتي" وتحسن الاستجابة الخلوية

ركزت الدراسة على تحليل عينات دم المشاركين بهدف تقييم كيفية تفاعل الخلايا مع الإجهاد الناتج عن البرودة، وأظهرت النتائج بعد أسبوع من الغمر المنتظم أن عملية "الالتهام الذاتي" -وهي آلية خلوية تهدف لإعادة تدوير مكونات الخلية التالفة- قد تحسنت بشكل ملحوظ، كما تراجعت مؤشرات الالتهاب والموت الخلوي المبرمج التي كانت مرتفعة في بداية الأسبوع، ما يشير إلى أن الجسم بدأ يتكيف بشكل إيجابي مع التوتر الحراري.

البرودة كمحفز بيولوجي محتمل لمحاربة الشيخوخة

قال عالم الفيزيولوجيا جلين كيني، أحد أعضاء فريق البحث: «اندهشنا من مدى سرعة استجابة الجسم للتأقلم. تشير النتائج إلى أن التعرض المنتظم للبرد يمكن أن يفعّل آليات خلوية حيوية، قد تسهم في الوقاية من الأمراض وحتى تأخير مظاهر الشيخوخة»، وأكد أن ما يحدث داخل الخلايا هو نوع من "إعادة الضبط الدقيقة" لآليات الجسم الدفاعية.

من استجابة صادمة إلى حماية خلوية فعالة

في بداية الأسبوع، سجل الباحثون اضطرابًا في أداء الخلايا، حيث زادت مؤشرات التوتر والموت الخلوي، إلا أن هذا الاضطراب لم يدم طويلًا، فمع مرور الأيام، بدأت الخلايا تتأقلم وتحسن أداؤها في مواجهة البرودة، ما يعزز فرضية أن الجسم قادر على التحول من حالة الإجهاد إلى حالة إصلاح وتحصين.

تحذيرات علمية وحدود البحث

لكن رغم هذه النتائج الواعدة، نبهت الباحثة كيلي كينغ إلى بعض القيود، أبرزها أن الدراسة شملت فقط عشرة رجال، ما يستدعي توسيع نطاق الأبحاث لتشمل عددًا أكبر من المشاركين ومن الجنسين، كما أن البيئة المختبرية الخاضعة للرقابة تختلف عن الظروف الطبيعية التي قد تشمل الهواء البارد والتغيرات البيئية المفاجئة أثناء السباحة في الهواء الطلق.

الالتهام الذاتي ودوره في صحة الإنسان

تشير النتائج إلى أن تنشيط عملية الالتهام الذاتي نتيجة التعرض المتكرر للبرد قد يكون له دور مهم في تحسين استجابة الخلايا للتوتر البيئي، وقد يفتح ذلك آفاقًا جديدة في فهم كيفية تحسين صحة الإنسان وإطالة عمره البيولوجي من خلال تحفيز العمليات الطبيعية داخل الجسم.

نظرة مستقبلية

ورغم أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولية، فإن نتائجها تسلط الضوء على الإمكانات غير المستكشفة لتقنيات بسيطة مثل الغمر في الماء البارد في تحفيز وظائف حيوية تحمي الجسم من الأمراض، ويأمل العلماء أن يتمكنوا مستقبلًا من تعميم هذه النتائج على نطاق أوسع، وربما استخدام هذه الاستراتيجية كوسيلة وقائية طبيعية لتعزيز الصحة العامة.

السباحة في الماء البارد، الالتهام الذاتي، التوتر البيئي، الشيخوخة الخلوية، جامعة أوتاوا، الموت الخلوي المبرمج، التكيف مع البرد، الدراسات العلمية الحديثة، الصحة الخلوية، الوقاية من الأمراض، العلاج بالبرودة، التغيرات البيئية، تعزيز المناعة، فيزيولوجيا الإنسان، البحث العلمي الكندي