مواجهات داخلية ضد هايلوكسات وورش ونظارات: الاختراقات الواسعة التي قد تقود لتفكك نظام ولاية الفقيه!

منذ اللحظة الاولى للضربات الاسرائيلية التي استهدفت ايران قبل خمسة أيام، بدا لافتا ومهولا حديث وسائل اعلام النظام الايراني وتصريحات قياداته المتتالية عن كشف وضبط خلايا وعملاء للموساد الاسرائيلي، واشتباكات يومية مباشرة معهم في شوارع طهران والمدن الاخرى.
الاعلام الموالي للنظام الايراني اعترف أن اكثر من سقطوا بالاغتيالاتلم يكونوا نتيجة قصف وصواريخ اسرائلية بل عمليات اغتيال داخلية نفذها قناصون او بواسطة مسيّرات أطلقت من الداخل الايراني.
تصاعد الامر حد اعتراف السلطات أن المسيّرات الاسرائلية التي تنفذ هجماتها وسط المدن الايرانية صار لها ورش تصنيع داخل ايران ذاتها.
نتذكر جيدا قبل أكثر من عام، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية اسماعيل هنية في طهران أسفرت التحقيقات أن اغتياله في غرفة نومه التي استضيف فيها تمت من الداخل وليس بصواريخ قادمة من البعيد.
بدا الامر فاضحا ومستغربا يومها، لكنه اليزم يتكرر مئات الأضعاف.
النظام الايراني يواجه أخطر انهيار داخلي تمر به دولة تخوض حربا خارجية، قد يكون هذا التكرر هو المؤشر الحقيقي لتفكك النظام الايراني وأنه صار منبوذ شعبيا، أو على الاقل لم يعد يمتلك أي هيبة داخل مناطق حكمه لدرجة جعلت بإمكان أي مواطن أن يصبح جنديا للموساد الاسرائيلي الذي يختلف عنهم لغة وقومية وعقيدة وجغرافيا ويخوض النظام منذ عقود حملات تعبئة وهمية ضده!.
لا أعتقد الامر شهدته دولة اخرى في التاريح، وأظن تبعاته أخطر بكثير من تبعات الصواريخ القادمة من البعيد.
خذوا أمامكم - كأمثلة فقط- هذه العناوين لتصريحات واخبار عن المواجهات المفتوحة والمرعبة بين النظام وشعبه تزامنا مع مواجهاته مع الهجمات الاسرائيلية:
- وزارة الاستخبارات الايرانية تطالب بالحذر من أي أشخاص ملثمين أو يرتدون نظارات داكنة، يقودون شاحنات صغيرة من نوع البيك آب.
- محمد رضا هاشمي، قائد شرطة أصفهان، أعلن اكتشاف ورشة لتصنيع الطائرات المسيّرة والأجسام الطائرة، واعتقال 4 عملاء تابعين لإسرائيل.
- الاعلان عن ضبط ورشة سرية مكوّنة من 3 طوابق في مدينة ري جنوب طهران، عثر فيها على أكثر من 200 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وعدد من الطائرات المسيّرة، ومنصات إطلاق ومعدات متطورة لصناعة الطائرات.
حملة أمنية نتج عنها اعتقال 28 شخصا في طهران إلى جانب أكثر من 60 آخرين في أصفهان، بتهمة التعاون مع الموساد.
- اعتقالات تطال مواطنين ايرانيين وُجّهت السلطات إليهم تهم "نشر محتوى مؤيد لإسرائيل" و"تهديد الأمن النفسي للمجتمع.
- رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إعترف أن جزءًا كبيرا من الهجمات التي تعرضت لها بلاده نُفّذها مندسون يعملون لمصلحة إسرائيل.
- جهاز استخبارات الحرس الثوري أصدر بيان يحذّر فيه من أن "أي تعاون استخباراتي مع الموساد أو التواصل مع أفراده.
- قيادة الأمن السيبراني الايرانية أصدرت توجيهات تمنع المسؤولين الأمنيين ومرافقيهم من استخدام أي أجهزة ذكية متصلة بالشبكات.
هذه الاخبار وحدها كفيلة بانهيار أي نظام حاكم، حتى لو لم يواجه هجمات خارجية معادية، يبدو أن أسطورة وخرافة الكهنوت تتجه للتفكك بطرق أكثر غرابة وسخافة من الصورة التي انتفش وعاش وتوسع بها هذا النظام المارق لعقود.