شبوة: توجه جاد لإيقاف نقل النفط الخام إلى كهرباء عدن بسبب استمرار إهمال مطالب العاملين

كشف مصدر مطلع في قطاع S2 (العقلة) بمحافظة شبوة، عن وجود توجه جاد من قبل العاملين في القطاع لإيقاف عمليات نقل النفط الخام اليومية، والتي تقدر بحوالي أربع مقطورات يوميًا، والمخصصة لتغذية محطة كهرباء عدن المعروفة بـ"كهرباء الرئيس"، وذلك في حال استمرار وزارة النفط والمعادن في التماطل وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة.
وأرجع المصدر سبب هذا التوجه إلى استمرار تجاهل وزارة النفط والمعادن للمطالب العمالية التي تم رفعها رسميًا منذ بداية يونيو الجاري، دون أن تُقدّم أي ردٍ أو خطوات عملية لمعالجة الوضع القائم الذي يعاني منه العاملون في القطاع النفطي بالمنطقة.
وأوضح المصدر أن العاملين في قطاع العقلة يعملون منذ فترة بدون أي غطاء قانوني أو عقود رسمية، بعد انسحاب شركة OMV النمساوية، المشغل السابق للقطاع، والتي أنهت خدمات جميع الموظفين التابعين لها. ورغم ذلك، اختار أبناء محافظة شبوة البقاء والتواجد في الموقع، وتحمّل المسؤولية الوطنية، من أجل الحفاظ على المنشآت النفطية والبنية التحتية، والعمل على استمرار ضخ النفط الخام إلى محطة كهرباء عدن، في موقف يُحسب لهم ويُظهر مستوى وعيهم العالي بأهمية الدور الذي يقومون به.
وأشار إلى أن هؤلاء الفنيين والعمال المحليين هم من قاموا بإعادة تشغيل عمليات الضخ وإعداد البنية التحتية اللازمة لنقل النفط إلى محطة الكهرباء في عدن، رغم عدم حصولهم على أي حقوق مالية أو وظيفية، ولا حتى الرواتب الشهرية، كما لم يتم الاعتراف بوجودهم بشكل رسمي من قبل الجهات المعنية في وزارة النفط.
ولفت المصدر إلى أن هناك ممثلين عن وزارة النفط متواجدين في الموقع منذ بداية الشهر الجاري، وقد تم إطلاعهم بشكل كامل على الوضع القائم والظروف التي يعمل فيها هؤلاء العمال، إلا أن الوزارة لم تتخذ أي خطوة عملية لتحسين وضعهم أو تقديم حلول تناسب حجم التضحيات التي يقدموها.
وأعرب العاملون في القطاع عن أملهم في تدخل عاجل من قبل وزير النفط والمعادن، الدكتور سعيد الشماسي، للاستجابة لمطالبهم العادلة، التي تشمل توفير عقود رسمية، صرف رواتب مستحقة، وتوفير الحماية القانونية والتأمين الصحي لهم، قبل أن تضطر الظروف إلى اتخاذ خطوات تصعيدية قد تشمل تعطيل عمليات النقل، وهو ما قد يؤدي إلى انقطاع النفط الخام عن محطة كهرباء عدن، وبالتالي تأثير ذلك سلبًا على التيار الكهربائي في المدينة.
ويُعد هذا القطاع من أهم المواقع الإستراتيجية في شبوة، حيث يسهم بشكل مباشر في دعم قطاع الطاقة في العاصمة المؤقتة عدن، مما يجعل استمرارية عمله أمرًا حيويًا يتطلب اهتمامًا حكوميًا فوريًا، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها البلد، واستمرار تدهور الخدمات الأساسية.