قطر والخليج .. أمام أول عملية استهداف مباشر من ايران الخمينية !

أعلنت دولة قطر احتفاظها وتمسكها بحق الرد تجاه العدوان الايراني الذي طال مجالها الجوي وأرأضيها الليلة، والتي كانت بسببها قد اعلنت مسبقا إغلاق مجالها الجوي كليا، وهذا الاغلاق الجوي الكامل ربما هو الاول في تاريخ دولة قطر ، لم تواجه هذه الحالة حتى في حروب الخليج الاولى والثانية وحرب غزو العراق عام 2003.
وطبعا الاغلاق الكلي الذي تم الليلة شمل دولا خليجية مجاورة !!
الاحتفاظ بحق الرد مبدأ حربي تقره القوانين الدولية.
بعيدا عن المزايدات التي يمكن قولها في هذا السياق، لن يطالب عاقل من قطر أن تشن غدا هجوما نوويا او تجتاح ايران بريا ، فنظام ايران هو مجنون يسيطر على دولة تتفوق سكانيا وجغؤافيا اضعافا مهولة على عدد من دول الخليج.
لكن قطر في المقابل ليست مجرد كيان ضعيف ينحني لأي تهديد أجنبي.
لدى قطر الشقيقة قوة ناعمة ومهولة تتفوق على ما تمتلكه إيران في هذا السياق، وبإمكانها أن تحسم المعركة كليا لصالحها باستخدام نفوذها الناعم.
يفترض بقطر أن تجعل من حادثة الليلة مبررا لاستخدام كل نفوذها الناعم وشبكاتها الاعلامية والبحثية لرد الصاع صاعات لايران، فتلقي بكل ثقلها في إيضاح حقيقة ايران من الداخل وخطرها على الخارج وتسليط الضوء على كل نقاط ضعفها.
في هذا الميدان ستصبح قطر امبراطورية متفوقة لا مجرد دولة تخضع للابتزاز.
للعلم : حادثة الليلة هي أول استهداف عسكري ايراني مباشر للاجواء والاراضي الخليجية منذ عقود إن لم يكن هو الاول منذ الثورة الخمينية، ولا يجوز بحال من الاحوال أن يمر هذا الاعتداء السافر والبادرة الخطيرة كما لو أنه مجرد تصفيات بين الامريكان والايرانيين لا تعني الخليج.
يدرك كل عاقل وابسط متابع للحالة الايرانية أن الخليج العربي والجزيرة العربية وعموم المنطقة العربية هي الوجهة الحقيقية (والوحيدة) التي تتجه نحوها بوصلة الاطماع الايرانية والطموحات الفارسية قديما وحديثا.
حتى في صراعها القائم حاليا مع الغرب والكيان الاسرائيلي سواء كان حقيقيا او مصطنعا فالجميع يدرك أن سببه الاساس هو رغبة النظام الايراني ان يكون هو حارس المنطقة ومالكها المتحكم بها، ولو كشرطي اقليمي للقوى الغربية، وهذا ما يجب التعامل معه اليوم من دول الخليج والجزيرة ودول الوطن العربي والمؤتمر الاسلامي.
كما ان الموقف اليوم تجاه هذا التحول الخطر، ليس شأنا قطريا منفردا ولا يجوز بحال أن يكون كذلك، بل هو تهديد وتطور تنعكس تبعاته كليا على كل دول الخليج والجزيرة في أصغر مساحاته.