• الرئيسية
• المشهد اليمني

ارتكبت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، جريمة جديدة بحق المدنيين في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، حيث استُشهدت مواطنة خمسينية برصاص قناص حوثي أثناء وجودها داخل منزلها في إحدى قرى مديرية مقبنة الغربية.

وأفادت مصادر محلية، أن المواطنة سعيداء محمد أحمد عبد الله (55 عامًا)، لقيت حتفها إثر تعرضها لطلق ناري مباشر في الرأس، مصدره قناص تابع لمليشيا الحوثي، كان متمركزًا في أحد المواقع المرتفعة المطلة على قرية "الطرة"، التابعة لعزلة القحيفة في منطقة آل سيلان بمديرية مقبنة.

وأوضحت المصادر أن الجريمة وقعت خلال الساعات القليلة الماضية، حيث كانت الضحية داخل منزلها الواقع في خطوط التماس أو ما يُعرف بمنطقة "الجبهة الأمامية"، دون أي مبرر عسكري أو أمني، مشيرةً إلى أن الطلقة التي أُطلقت من موقع مليشيا الحوثي أدت إلى وفاة سعيداء على الفور، فيما انتاب السكان المحليون حالة من الصدمة والحزن الشديد.

وأشار شهود عيان إلى أن الحادثة أثارت ذعرًا واسعًا بين صفوف الأهالي، خاصة الأطفال والنساء، الذين يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة نتيجة الاستهدافات المتكررة من قبل قناصة المليشيا، رغم أنهم لا علاقة لهم بأي عمليات عسكرية أو مواجهات مسلحة.

وتُعد هذه الجريمة الجديدة امتدادًا للانتهاكات المستمرة التي تمارسها مليشيا الحوثي ضد المدنيين في مختلف مناطق النزاع، وخاصة في ريف تعز الغربي، حيث أصبح استهداف المواطنين الآمنين بواسطة القناصة جزءًا من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى زعزعة الأمن وتعميق المعاناة الإنسانية.

ويأتي الحادث في ظل صمت دولي واسع، وتجاهل متكرر من قبل المنظمات الدولية المعنية بحماية المدنيين، خاصة الأمم المتحدة وهيئة حقوق الإنسان، التي لم تحرك ساكناً أمام عشرات البلاغات والنداءات الحقوقية التي تطالب بوقف هذه الجرائم، ومحاسبة مرتكبيها وفق القانون الدولي الإنساني.

ورغم تصاعد وتيرة الانتهاكات الحوثية، إلا أن المجتمع الدولي يكتفي بالبيانات الرمزية والمواقف غير الملزمة، مما يمنح المليشيا الحوثية ضوءًا أخضرًا للاستمرار في جرائمها بحق الشعب اليمني، الذي أنهكته الحرب منذ أكثر من ثماني سنوات.

وتشير الإحصائيات المحلية والدولية إلى أن قناصة مليشيا الحوثي يتحملون مسؤولية مقتل المئات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مختلف مناطق تعز والمحافظات المجاورة، وهو ما يُصنّف ضمن جرائم الحرب إذا ثبتت نية القتل العمد واستهداف المدنيين عمداً.

وفي هذا السياق، طالب ناشطون محليون وحقوقيون بتدخل عاجل من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، لوضع حد لهذه الجرائم اليومية، واتخاذ إجراءات رادعة بحق من يقفون وراءها، مؤكدين أن استمرار الصمت الدولي يُعتبر دعماً غير مباشر للمليشيا الحوثية في ارتكاب المزيد من الانتهاكات.

والضحية سعيداء هي أم لثلاثة أبناء، وكانت تُعرف بطيبتها ودماثة خلقها، وقد شيعها أهلها وسكان القرية بعد ظهر اليوم في جنازة مهيبة، ردد خلالها المشيعون هتافات تندد بجرائم المليشيا وتطالب بحمايتهم من القتل العشوائي.