الإثنين 30 يونيو 2025 10:05 مـ 5 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أبناء لحج يؤدون صلاة الاستسقاء في مشهد إيماني مؤثر.. ودعوات مُلحة للغيث في ظل الجفاف الذي يضرب المحافظة

الإثنين 30 يونيو 2025 07:42 مـ 5 محرّم 1447 هـ
صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء

أدى جموع غفيرة من أبناء محافظة لحج، صباح اليوم الأحد، صلاة الاستسقاء في ساحة عامة بمدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، وذلك في مبادرة دينية وإنسانية تهدف إلى التضرع إلى الله عز وجل أن يُنزل الغيث ويُروي الأرض بعد طول جفاف وانحباس للأمطار.

وشهدت الساحة المخصصة لأداء الصلاة في ملعب معاوية الرياضي حضورًا كثيفًا من مختلف شرائح المجتمع، حيث توافد المواطنون من داخل المدينة ومناطقها الريفية المحيطة بها، استجابةً لدعوة أُطلقت من قبل الجهات الدينية والاجتماعية بالمحافظة، في مشهد إيماني مهيب يعكس عمق الإيمان والتوجه الخالص إلى الله في الشدائد.

وأمّ المصلين في هذه المناسبة الشيخ الفاضل "بسام نجيب"، الذي ألقى خطبة مؤثرة عقب الصلاة، حث فيها المصلين على التقرب إلى الله والتواضع بين يديه والتوبة الصادقة، مشيرًا إلى أن من أعظم أسباب نزول الرزق والغيث هو الإكثار من الاستغفار والتوبة إلى الله.

وقال الشيخ نجيب في خطبته: "إن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا﴾"، مؤكدًا أن الإيمان الحقيقي يتجلى في اللجوء إلى الله عند الشدّة، وفي ترك الذنوب والمعاصي التي قد تكون سببًا في حرمان النعم.

وأكد أن الأوضاع المناخية الصعبة التي تمر بها المحافظة، مع تكرار فترات الجفاف وانخفاض منسوب المياه الجوفية، باتت تثير القلق لدى المواطنين، خاصة المزارعين الذين تعتمد حياتهم الاقتصادية على الأمطار وموسم الزراعة.

وأشار إلى أن هذه الصلاة تأتي في إطار حالة التفاعل المجتمعي والديني الواسعة، وتؤكد أن أبناء لحج ما زالوا متمسكين بشعائر دينهم، ومؤمنين بأن الحل الحقيقي لكل بلاء لا يأتي إلا بفتح قلوبهم للتقوى والإيمان.

ويذكر أن العديد من المناطق الزراعية في لحج، وبعض المحافظات الجنوبية الأخرى، تعاني من انحباس مستمر في تساقط الأمطار منذ مواسم عدة، مما أدى إلى تراجع المساحات المزروعة، وانتشار التصحر، وشح مياه الشرب، وضعف القدرة على تربية المواشي، وهو ما يفاقم من معاناة السكان ويزيد من حدة الأزمة الإنسانية والاقتصادية.

وقد عبر عدد من المواطنين الذين شاركوا في صلاة الاستسقاء عن أملهم الكبير بأن يستجيب الله لدعواتهم، ويُعيد المياه إلى مجاريها الطبيعية، ويرزق الناس خير السماء والأرض.

وفي نهاية الصلاة، دعا المشاركون إلى ضرورة تعزيز العمل المشترك بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لدعم مشاريع التحقيق الذاتي في مجال المياه والري، وتكثيف الجهود لإعادة تأهيل الآبار والمصارف المائية، ودعم المزارعين وصغار المربيين في مواجهة آثار الجفاف.