الأحد 6 يوليو 2025 10:05 صـ 11 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

بالفيديو .. كواليس خفية للشيخ محمد المنشاوي يرويها ناصر القطامي

الأحد 6 يوليو 2025 03:31 صـ 11 محرّم 1447 هـ
الشيخ المنشاوي
الشيخ المنشاوي

في عالم قراء القرآن الكريم، أسماء رسخت في ذاكرة الأمة، ليس فقط بتميّز أصواتهم، بل بصدق إحساسهم ونقاء تلاوتهم، حتى أصبح صوتهم مرادفًا لروحانية القرآن وجلاله، من بين هؤلاء العمالقة، يتربع الشيخ محمد صديق المنشاوي على قمة القلوب، كواحد من أشهر مقرئي العالم الإسلامي، الذين أثروا الساحة القرآنية بروحانية عميقة، وأداء فريد يلامس الوجدان.

المنشاوي.. صوت تلازمنا منذ الطفولة

نشأ الملايين في العالم العربي على صوت الشيخ المنشاوي، حتى وإن لم يعرف البعض ملامح وجهه، إلا أن صوته كان رفيقهم في البيت، في الطريق، في المدارس، وفي كل مكان، كما يروي كثير من الناس اليوم، فإن اسم المنشاوي ارتبط في الذاكرة بلحظات السكينة والخشوع، حتى بات صوته جزءًا من تفاصيل حياتهم اليومية.

يقول الشيخ ناصر القطامي: "كثيرون قد لا يعرفون شكله، لكن الجميع يعرف صوته، هذا هو أثر القرآن حين يخرج من القلب، فيصل إلى القلب مباشرة، ويظل صداه يتردد في النفوس حتى بعد وفاته".

سر الصوت الخاشع والبكاء أثناء التسجيل

يمتلك صوت المنشاوي خصوصية متفردة، حيث تُوصف تلاوته بأنها "غضة طرية ندية"، وهي كلمات وصف بها السلف قراءة القرآن حين تبلغ ذروة الجمال والخشوع، وهذا ما يفسر تلك المشاعر العميقة التي ترافق سماع صوته، وكأن كل آية تخرج محملة بخشية الله وحب القرآن.

ويكشف الشيخ ناصر القطامي عن كواليس مدهشة من حياة الشيخ المنشاوي، خاصة المتعلقة بتسجيلاته الشهيرة في إذاعة القاهرة، حيث كانت عملية تسجيل ختمة القرآن الكريم تحديًا صعبًا آنذاك، يتطلب موافقات خاصة وشفاعات للوصول إلى الاستوديو، في زمن لم يكن فيه الظهور الإعلامي أمرًا سهلًا كما هو اليوم.

المثير في الأمر، أن تسجيل ختمة الشيخ المنشاوي استغرق وقتًا طويلًا، ليس بسبب مشاكل فنية، بل لأن الشيخ كان لا يتمالك نفسه أثناء التلاوة، وكان يغلبه البكاء، مما يؤدي إلى توقف التسجيل مرارًا وتكرارًا.

يعلّق الشيخ ناصر القطامي على ذلك بقوله: "أن تبكي وأنت تقرأ القرآن أمر طبيعي، لكن أن تبكي أثناء التسجيل، وسط رهبة الأجهزة والمراقبة والتقنيات، فهذا نادر الحدوث، ولا يمكن تفسيره إلا بأنه فتح من الله، وسر من أسرار القبول الذي حظيت به تلاوات الشيخ المنشاوي حتى يومنا هذا".

الفرق بين التلاوة المجودة والمرتلة

في شرح فني مهم، يوضح الشيخ القطامي الفرق بين نوعي التلاوة الشهيرة: المجودة والمرتلة. التلاوة المجودة تُؤدى ببطء، مع التركيز على أحكام التجويد، مخارج الحروف، والزمن الصوتي لكل كلمة، وهي تلاوة تبرز جمال الحروف وتُبرز عمق المعاني، أما التلاوة المرتلة فهي متوسطة السرعة، تُقرأ برتابة واضحة وخشوع، كما يُقرأ القرآن عادة في الصلوات.

وفي حالة تسجيل ختمة الشيخ المنشاوي، فقد اختار التلاوة المرتلة، التي تناسب التركيز والخشوع، لكنها في ذات الوقت جعلت لحظات البكاء تتكرر، فتوقفت التسجيلات مرات عديدة بسبب ذلك التأثر.

المنشاوي.. صوت اخترق القلوب بعد وفاته

ما يثير الإعجاب والدهشة أن الشيخ المنشاوي، رغم وفاته منذ عقود، ما زال صوته حاضرًا في كل بيت، وكأن الله كتب له الخلود ببركة القرآن. يتابع الشيخ القطامي قائلًا: "صوته يُسمع اليوم أكثر من بعض الأحياء، في كل وقت، قبل النوم، في الطرقات، وحتى في المناسبات، وهذا دليل على أن بركة القرآن تسري في حياة الإنسان بعد رحيله".

ويشير إلى أن هذا التأثير لا يقتصر على المجتمعات العربية فقط، بل إن صوت المنشاوي يُسمع اليوم في أرجاء العالم الإسلامي، ويصل أثره إلى القلوب التي لم تعرفه، لكنها تعرف صوته، وتخشع له، وتتأثر بكلماته.

قصة التسجيل الذي لا يُعاد

ومن الطرائف التي يرويها أحد الفنيين المصريين الذين عملوا في إذاعة القاهرة، أن الشيخ المنشاوي كان يرفض إعادة أي جزء من التلاوة أثناء التسجيل، حتى وإن كانت هناك ملاحظات فنية، قائلاً: "التلاوة خرجت من القلب، فستصل إلى القلب"، وهو موقف يجسد عمق إخلاصه لله وثقته في أثر القرآن بعيدًا عن مظاهر الأداء الصوتي المجرد.

من أقرب التلاوات لهدي النبي صلى الله عليه وسلم

ورغم انتشار مقاطع تُنسب لصوت الشيخ المنشاوي بأنها تلاوة مطابقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن الشيخ ناصر القطامي يُوضح هذه النقطة بحكمة، مؤكدًا أن ما يُقال هو أن تلاوة الشيخ المنشاوي هي أقرب ما يكون لهدي النبي في التلاوة، من حيث الأداء والخشوع، وليس أن صوته مطابق لصوت النبي عليه الصلاة والسلام، فصوت النبي مجهول للناس، لكن الهدي في الأداء يُقاس عليه.

رسالة خالدة لكل قارئ

وفي ختام حديثه، يُرسل الشيخ ناصر القطامي رسالة بليغة لكل من يُقبل على قراءة القرآن أو سماعه، قائلاً: "العبرة ليست في الصوت فقط، بل في أثر التلاوة، ماذا صنعت في قلبك؟ هل خشعت؟ هل دمعت عيناك؟ هل تغيرت حياتك؟، هذا هو القرآن الذي نريده، أن يتجاوز حدود الأذن ليصل إلى القلب، ويُغيّر الإنسان إلى الأفضل".

محمد صديق المنشاوي، تلاوة المنشاوي، ختمة المنشاوي، تلاوة مجودة، تلاوة مرتلة، كواليس تسجيلات القرآن، إذاعة القاهرة، بكاء المنشاوي أثناء التلاوة، هدي النبي في التلاوة، صوت المنشاوي، تأثير تلاوة المنشاوي، بركة القرآن، مشاهير قراء مصر، الشيخ ناصر القطامي، تلاوة القرآن وخشوع القلب، تلاوة مؤثرة، أشهر قراء العالم الإسلامي، تسجيلات إذاعة القرآن، أثر القرآن بعد الوفاة.