تعليق ناري للحكومة اليمنية على نشر الحوثيين فيديوهات إغراق السفن بالبحر الأحمر

اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن الفيديو الذي نشرته جماعة الحوثي ويظهر لحظة تنفيذ الهجوم على سفينة الشحن "Eternity C"، يمثل توثيقًا صريحًا لجريمة استهداف سفينة كانت تنقل مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي إلى الصومال، وأسفر الهجوم عن غرق السفينة، ومقتل ستة من أفراد الطاقم، واختطاف آخرين.
وقال الإرياني إن هذا الهجوم يُعد ثاني حادثة غرق لسفينة تجارية خلال 48 ساعة في البحر الأحمر نتيجة ما وصفه بـ"هجمات حوثية ممنهجة، بسلاح وتوجيه إيراني"، مشيرًا إلى أن هذه الأفعال تجري وسط صمت دولي وصفه بـ"المريب".
وأضاف أن نشر الحوثيين لتوثيق العملية يكشف مستوى التحدي السافر للقانون الدولي، وهو في الوقت ذاته نتيجة مباشرة لفشل المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حاسم تجاه هذا التهديد المتصاعد.
وأوضح الإرياني أن جماعة الحوثي تحولت إلى "سرطان ينهش في البحر الأحمر بلا رادع"، محذرًا من أن استمرار التهاون سيؤدي إلى تعقيد الخطر وتقليص فرص الحل. وقال: "عدم تحرك المجتمع الدولي كما يجب، هو ما أعطى الحوثيين الجرأة لتكرار اعتداءاتهم والتفاخر بها، وكأن القانون الدولي قد أُفرغ من محتواه".
وأكد أن أمن البحر الأحمر وباب المندب لم يعد شأنًا محليًا، بل قضية تمس الأمن الجماعي العالمي وممرًا حيويًا للتجارة الدولية، يُهدَّد يومًا بعد يوم من قبل جماعة مسلحة تستفيد من سياسة الإفلات من العقاب.
وختم الإرياني تصريحه برسالة إلى المجتمع الدولي قال فيها: "الخيار اليوم واضح، إما تحرك دولي حاسم يجتث هذا التهديد، أو فوضى بحرية كارثية لا يمكن احتواؤها".
ومساء اليوم الأربعاء، نشرت جماعة الحوثيء، مشاهد مصوّرة تُظهر لحظة استهداف السفينة "ETERNITY C" وغرقها الكامل، في تصاعد الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وأعلنت الجماعة مساء الأربعاء تنفيذ عملية بحرية استهدفت السفينة أثناء توجهها إلى ميناء أم الرشراش في جنوب فلسطين المحتلة، وفقًا لبيان المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع.
الفيديو الذي بثّه ما يسمى بالإعلام الحربي التابع للحوثيين، أظهر إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة باتجاه السفينة، إلى جانب مشاهد توثق لحظة إصابتها والغرق الكامل الذي أعقب الهجوم، حسب زعم الجماعة.
وأكد سريع أن العملية نُفذت بواسطة زورق مسيّر وستة صواريخ، مدّعيًا أن وحدة من القوات البحرية التابعة لهم تحركت عقب الهجوم لإنقاذ عدد من أفراد الطاقم ونقلهم إلى موقع آمن وتقديم الرعاية الطبية لهم، دون تقديم تفاصيل إضافية عن حالتهم أو عددهم.
وهذا الهجوم يُعدّ الثاني خلال 48 ساعة، حيث كانت جماعة الحوثي قد أعلنت في وقت سابق عن استهداف سفينة الشحن "ماجيك سيز" باستخدام زورقين مفخخين وخمس صواريخ مجنحة وثلاث طائرات مسيّرة، في عملية مشابهة انتهت كذلك بغرق السفينة بالكامل.