• الرئيسية
• مقالات

مقيم خسيس الطبع وحقير في تصرفاته، كان يؤذي أبناء جلدته في المؤسسة التي كان يعمل فيها، فهو يتتبع أخطائهم ويتلقط هفواتهم وسقطاتهم، ثم ينقلها للمدير بعد ان يضيف لها البهارات لييثير غضب المدير عليهم، حتى أنه تسبب في طرد أحدهم من عمله، لكن الله عاقبه بطريقة مرعبة ومخيفة جعلت الجميع يدركون مدى خسة وانحطاط القيم الأخلاقية لهذا المقيم، لذلك لم يشعرون بالأسف لما حدث له من عقاب.

هذه الواقعة حدثت حين كنت أعمل في احدى الصحف السعودية التي كان مدير تحريرها الأستاذ "مسلي آل معمر" الذي أصبح فيما بعد رئيس نادي النصر السعودي، وقد كان بعض الزملاء في الصحيفة يأتون بمثل تلك القصص، فكلفني الأستاذ "مسلي" ان أعيد صياغة تلك القصص وبعد ذلك يتم نشرها، وكانت هذه الواقعة هي أفضل قصة معبرة تكشف ان الله يمهل ولا يهمل.

هذا المقيم كان شيطان حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأنه بدلا من أن يشكر زملائه الذين توسطوا له بالعمل في المؤسسة، تحول إلى ثعبان سام يلدغ بصمت لدغات قاتلة، ولم يتم كشف أمره إلا بعد أن تسبب في طرد أحدهم، فدعا عليه دعوة استجاب الله لها، فكان العقاب مرعب ومخيف ومزلزل، إذ سقط عليه جهاز ثقيل ووقع على رأسه، فسبب له ارتجاج في المخ مما أدى لفقدانه حاستي السمع والنطق، أي أنه صار أخرس واطرش، فلا يستطيع أن يؤدي مهمته الخسيسة في نقل الكلام للمدير.

والحقيقة ان هناك فعلا كثير من أمثال هؤلاء الحقراء والملاعين الذين يؤذون الأبرياء دون أن يكون هناك سبب يدفعهم لذلك، إلا مشاعر شيطانية خبيثة تجعلهم يشعرون بسعادة بالغة حين يحققون أهدافهم في إلحاق الأذى بالآخرين، فهم لا يحسون بالندم، بل يشعرون أنهم حققوا انتصار عظيم، لكن إذا غابت عدالة الأرض، فإن عدالة السماء لا تغيب، فعين الله التي لاتنام تتابعه، فيكون العقاب العادل، وأعتقد أيضا ان هؤلاء مصابين بمرض خطير ينبغي أن تتم معالجتهم في مستشفى الأمراض النفسية، فهم يؤذون الأخرين دون أن يكون لهم أي مصلحة في ذلك، ولا يعود عليهم بأية منفعة...اللهم لا تجعلنا منهم، فالرسول عليه افضل الصلاة والسلام يقول" أقربكم لله أنفعهم لعباده" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.