تهديد وتلويح بالاستقالة.. توتر غير مسبوق بين نتنياهو ورئيس أركان جيشه بشأن قرار احتلال قطاع غزة

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تصاعد حاد في الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، على خلفية المشاورات الأمنية التي عقدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لبحث خطط المرحلة المقبلة من الحرب على قطاع غزة، وسط تزايد الحديث عن توجه نحو احتلال كامل للقطاع.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، عبّر نتنياهو خلال الاجتماع الأمني، الذي استمر ثلاث ساعات، عن توجهه الواضح لاحتلال غزة بالكامل، وتطويق المخيمات الواقعة وسط القطاع ومدينة غزة. ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة أن المجلس الوزاري المصغر سيعقد اجتماعات إضافية لمناقشة خطة توسيع القتال وتنفيذ العملية البرية.
من جهتها، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، أن التوجه الاستراتيجي الجديد يهدف إلى السيطرة الكاملة على قطاع غزة، في ظل فشل الجهود الحالية في استعادة الأسرى.
لكن هذا التوجه قوبل برفض واضح من المؤسسة العسكرية، إذ حذر رئيس الأركان إيال زمير خلال المشاورات من أن توسيع القتال، وخاصة في مناطق يُعتقد بوجود أسرى فيها، سيُعرضهم للخطر، وقد يؤدي إلى مقتلهم، وفقًا لصحيفة "هآرتس". وأضافت الصحيفة أن رئيس الأركان اعتبر العملية المحتملة بمثابة مصيدة استراتيجية، وقد تؤثر على جاهزية الجيش، مشيرًا إلى التآكل الحاصل في قدرات الجنود النظاميين وقوات الاحتياط، بالإضافة إلى الضغط على المعدات العسكرية.
وأوضحت المصادر أن الجيش الإسرائيلي أبلغ القيادة السياسية بأن تنفيذ خطة احتلال غزة سيتطلب سحب قوات من جبهات أخرى واستدعاء عشرات آلاف الجنود من قوات الاحتياط، وهو ما قد يُخلّ بتوازن الجبهات.
الخلاف تصاعد علنًا، بحسب ما أوردته القناة 13، التي أفادت بأن نتنياهو قال لرئيس الأركان إن "المستوى السياسي هو من يقرر بخصوص احتلال غزة"، فيما رد الأخير بأن مثل هذه الخطوة قد تكون فخًا استراتيجيًا يهدد حياة الأسرى الإسرائيليين.
وفي تطور لافت، ذكرت هيئة البث أن نتنياهو طلب من رئيس الأركان إعادة تقديم خطته للمجلس الوزاري بعد إجراء بعض "التحسينات" عليها، ما أثار غضب زمير الذي أصر على أنه قدم الخطة بالفعل.
كما نشب خلاف آخر بين الجانبين بشأن التغطية الإعلامية، إذ حذر نتنياهو رئيس الأركان من تهديده بالاستقالة عبر وسائل الإعلام، مؤكداً أنه لا يقبل "التهديد بالاستقالة في كل مرة لا يتم فيها تبني خططه"، وفقًا لما نقلته الهيئة.
من جهته، كشف موقع "واللا" عن توتر متصاعد في العلاقة بين القيادتين العسكرية والسياسية، مؤكداً أن رئيس الأركان لم يغير موقفه الرافض للاحتلال الكامل خلال الاجتماع الأمني، لكنه أبدى استعدادًا لتنفيذ أي قرار يُتخذ رسميًا.
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية قولها إن "كل الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن لم تنجح في الإفراج عن الرهائن"، فيما أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية أن أي عملية عسكرية جديدة ستعرض جميع الأسرى في غزة للخطر.
ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو يوم غدٍ الثلاثاء زعيم المعارضة يائير لابيد، في ضوء تطورات الموقف الأمني وازدياد احتمالات التصعيد في غزة، وفقًا لما أوردته القناة 12.