وفاة فرانك ميل نجم منتخب ألمانيا الغربية وأحد أبرز نجوم بوروسيا دورتموند وبطل مونديال 90

فارق فرانك ميل، لاعب كرة القدم الألماني السابق وأحد رموز منتخب ألمانيا الغربية، الحياة عن عمر ناهز 67 عامًا، بعد مضاعفات صحية خطيرة نتيجة إصابته بسكتة دماغية، تعرض لها في شهر مايو الماضي أثناء وجوده في إيطاليا. وأعلن نادي روت فايس إيسن الألماني الخبر رسميًا، نقلًا عن أسرته، في بيان أكد فيه أن الأسرة فقدت شخصًا استثنائيًا.
بداية مشوار حافل بالأهداف
بدأ فرانك ميل مسيرته الكروية الاحترافية في عام 1981 مع نادي مسقط رأسه روت فايس إيسن، قبل أن ينتقل إلى بوروسيا مونشنجلادباخ حيث قضى خمسة مواسم ناجحة، ثم لمع نجمه بقوة مع فريق بوروسيا دورتموند، الذي لعب له لمدة ثماني سنوات حتى عام 1994، ليختتم مشواره مع فريق فورتونا دوسلدورف. وبلغ إجمالي أهداف فرانك ميل في الدوري الألماني 123 هدفًا خلال 387 مباراة، وكان أحد المساهمين في فوز دورتموند بكأس ألمانيا عام 1989.
نجم المونديال والأولمبياد
انضم فرانك ميل إلى قائمة منتخب ألمانيا الغربية الفائز بكأس العالم عام 1990 تحت قيادة الأسطورة الراحل فرانز بيكنباور. كما سبق له أن حصد الميدالية البرونزية في أولمبياد سول 1988. شارك ميل في 17 مباراة دولية مع منتخب بلاده، وظل أحد العناصر التي عُرفت بانضباطها ومهاراتها داخل الملعب، رغم اعترافه لاحقًا بتناول منشط ذات مرة خلال إحدى مباريات البوندسليجا.
تكريم وإشادة بعد الوفاة
أعرب ألكسندر رانج، عضو مجلس إدارة نادي روت فايس إيسن، عن حزنه العميق لرحيل فرانك ميل، مؤكدًا أنه لم يكن مجرد لاعب كرة قدم بل كان رمزًا للروح الرياضية. وأضاف أن ميل ظل طيلة حياته مثالًا للتواضع والإخلاص، وساهم بأسلوبه المميز في تعزيز مكانة النادي ومنطقة الرور بأكملها. كما وصفه بالسفير الحقيقي لكرة القدم الألمانية.
ما بعد الاعتزال.. رسائل إنسانية
بعد اعتزاله، لم يبتعد فرانك ميل عن عالم الكرة، بل أسّس مدرسة خاصة تهتم بتدريب الأطفال والشباب على مهارات اللعبة، وركز من خلالها على الدمج المجتمعي وتعليم القيم الإنسانية عبر الرياضة. كما شارك في العديد من المباريات الخيرية رفقة قدامى اللاعبين في فريق دورتموند، وكان دائم الحضور في الأنشطة الاجتماعية المرتبطة بالرياضة.
إرث لن يُنسى
رحيل فرانك ميل يترك فراغًا في سجل الكرة الألمانية، خاصة في ظل ما مثّله من توازن بين الأداء الميداني والسلوك الإنساني. ويظل إرثه الرياضي خالدًا في ذاكرة الجماهير، خصوصًا أولئك الذين تابعوا تألقه في مونديال 1990 وأولمبياد 1988. وبينما يغادر العالم في صمت، تظل إنجازاته تتحدث عنه للأجيال القادمة.