السبت 9 أغسطس 2025 06:03 صـ 15 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

هل يفهم الأطفال مشاعرنا؟.. العلم يكشف كيف تتطور عواطفهم

الخميس 7 أغسطس 2025 12:45 مـ 13 صفر 1447 هـ
هل يفهم الأطفال مشاعرنا
هل يفهم الأطفال مشاعرنا

كشفت دراسة حديثة أجراها الباحث شيه وانزي من كلية العلوم النفسية والإدراكية بجامعة بكين، بالتعاون مع البروفيسور سيث بولاك من جامعة ويسكونسن، عن تطور مذهل في الطريقة التي يدرك بها الأطفال تعبيرات الوجه وفهم مشاعر البالغين.

ركزت الدراسة على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، وسلطت الضوء على الانتقال من الإدراك السطحي للتعبيرات الوجهية إلى الفهم العميق والدقيق للمشاعر، وذلك من خلال ما يسمى بـ"التحول المعرفي".

التحول من الغريزة إلى البصيرة

أوضحت النتائج أن الأطفال الأصغر سنًا يعتمدون في فهمهم للمشاعر على الإدراك الحسي المباشر، مثل ملامح الوجه، بينما يبدأ الأطفال الأكبر سنًا بالاعتماد على المعرفة المفاهيمية المكتسبة من التجارب والتعلم، مما يسمح لهم بفهم أكثر تعقيدًا للمشاعر الإنسانية.

هذا التحول يمثل مرحلة هامة في النمو العاطفي والمعرفي، ويشير إلى تطور داخلي يجعل الأطفال أكثر قدرة على التعامل مع البيئات الاجتماعية المعقدة.

تفسير المشاعر: مهارة ضرورية للتطور الاجتماعي

يُعد فهم المشاعر من المهارات الأساسية لتكوين علاقات اجتماعية ناجحة. إلا أن الأطفال يواجهون صعوبات في تفسير مشاعر الكبار، إذ يتطلب الأمر أكثر من مجرد ملاحظة ملامح الوجه، بل فهم السياق وتوظيف المفاهيم العاطفية المكتسبة.

ثلاث تجارب تكشف مراحل الإدراك العاطفي

شملت الدراسة ثلاث تجارب علمية:

  1. التجربة الأولى: النشاط العصبي
    استخدم الباحثون تقنية تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لإثبات أن الأطفال من سن الخامسة يمكنهم التمييز بين أربعة مشاعر أساسية: السعادة، الحزن، الغضب، والخوف. وأظهرت النتائج أن هذا التمييز يحدث في منطقة الدماغ الصدغية القذالية، ويظل ثابتًا عبر الفئات العمرية.

  2. التجربة الثانية: الفهم المفاهيمي
    اعتمدت على مهمة تشابه الكلمات، وبيّنت أن الأطفال الأكبر سنًا لديهم فهم أعمق للمشاعر، حيث يمكنهم ربط كلمات مثل "بكاء" بعدة مشاعر مثل الحزن أو الغضب، على عكس الأطفال الأصغر سنًا.

  3. التجربة الثالثة: السلوك والتفاعل
    من خلال مهام فرز ومطابقة، أظهر الأطفال الأصغر ميلًا لتصنيف المشاعر على أنها إيجابية أو سلبية فقط، بينما أظهر الأكبر سنًا قدرة على التمييز بين مشاعر سلبية دقيقة كالغضب والخوف.

دلالات مهمة للتعليم والتربية

توصلت الدراسة إلى أن فهم المشاعر لا يعتمد فقط على الإدراك البصري بل يتطور مع التجربة والتعليم. هذا التطور المعرفي العاطفي يدعم تصميم برامج تعليمية وتربوية تستهدف تعزيز الذكاء العاطفي لدى الأطفال بما يتناسب مع مراحل نموهم.

الفهم العاطفي يتطور مع العمر والخبرة

يُظهر هذا البحث أن الأطفال لا يولدون بفهم كامل للمشاعر، بل يكتسبونه تدريجيًا من خلال التفاعل مع البيئة. وبالتالي، فإن تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية في سن مبكرة يُعد عنصرًا أساسيًا في تنمية أطفال أكثر وعيًا وتوازنًا.