الأربعاء 10 سبتمبر 2025 06:39 صـ 18 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أم يمنية في الخامسة والستين تُكمل الثانوية العامة بنجاح: قصة إصرار تلهم الأجيال

الأربعاء 10 سبتمبر 2025 06:50 صـ 18 ربيع أول 1447 هـ
أم يمنية في الخامسة والستين تُكمل الثانوية العامة بنجاح
أم يمنية في الخامسة والستين تُكمل الثانوية العامة بنجاح

في إنجاز نادر واستثنائي، أتمّت أم يمنية تبلغ من العمر خمسة وستين عامًا امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2025، ونجحت فيها، في خطوة تعبّر عن إرادة قوية وشغف كبير بالتعلم، رغم الصعوبات والتحديات المرتبطة بالسنّ والظروف المحيطة.

وكتب الدكتور مروان ذمرين، وهو مهاجر يمني مقيم في اليابان، عبر صفحته على فيسبوك:

"أزفّ لأمي أطيب التهاني، فهي من أنجبتني وربّتني وعلّمتني، وكانت دائمًا هي ووالدي الحافز الذي يدفعني للأمام."

وكشف ذمرين، رئيس معمل "تويو للألمنيوم لأشباه الموصلات" في جامعة أوساكا، ومسؤول العلاقات الدولية في جمعية الطاقة الشمسية، عن تفاصيل ملهمة من رحلة والدته التعليمية، قائلاً إن بدايتها تعود إلى عام 2006، عندما اضطرت للسفر إلى اليابان لمساعدته قبل ولادة حفيدها الأول.

وأشار إلى أن والدته لم تكن تعرف آنذاك سوى القراءة والكتابة بالعربية، ما جعل من التعامل مع استمارات الدخول والجمارك باللغتين الإنجليزية واليابانية تحدياً صعبًا، تعرضت خلاله لموقف قاسٍ من مضيفة طيران بسبب ضعفها اللغوي.

وأضاف: "منذ تلك اللحظة، اتخذت والدتي قراراً غيّر حياتها، وأقسمت على أن تتعلم وتكمل دراستها، مهما كانت الظروف."

وبالفعل، بدأت رحلتها من صفوف محو الأمية في اليمن، متحدية ظروف الحرب والانشغالات العائلية، لتواصل تعليمها خطوة بخطوة، حتى نجحت أخيرًا في اجتياز المرحلة الثانوية، في عام تزامن مع تخرج حفيدها يوسف من المرحلة نفسها.

وتُمثل هذه القصة درسًا بليغًا في الصبر والعزيمة، وتجسيدًا عمليًا لعبارة أن "التعلم لا يعرف عمرًا"، حيث تؤكد هذه الأم اليمنية أن الإرادة الصادقة تصنع المستحيل، وأن لكل حلم وقتًا يمكن أن يتحقق فيه، مهما تأخر.

موضوعات متعلقة