”طائرة أردنية تهبط في صنعاء لأول مرة منذ سنوات.. ما الرسالة التي تحملها هذه الخطوة الاستثنائية؟”

شهد مطار صنعاء الدولي، اليوم، حدثًا غير مسبوق، حيث هبطت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الملكية الأردنية، في خطوة وصفها المراقبون السياسيون والإعلاميون بأنها "نادرة جدًا" وتُحمل دلالات أمنية وسياسية عميقة في ظل التوترات المستمرة بالمنطقة.
216.73.216.105
وأفاد مصدر ملاحي يمني أن الطائرة الأردنية حلّقت من أحد المطارات في المملكة الأردنية الهاشمية، ودخلت الأجواء اليمنية بتنسيق مسبق مع السلطات الفعلية في صنعاء، قبل أن تهبط بسلام على مدرج المطار الخاضع لسيطرة سلطة الأمر الواقع منذ سنوات. ولم تُكشف بعد الأسباب الدقيقة وراء هذه الرحلة، فيما تتجه التكهنات نحو احتمالات تتعلق بمهام إنسانية أو دبلوماسية غير معلنة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العلاقات بين الأردن وبعض القوى الفاعلة في اليمن تطورات متسارعة، خصوصًا في ضوء المبادرات التي تطلقها عمّان مؤخرًا لتعزيز الحوار الإقليمي وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.
ويرى محللون أن هبوط طائرة عسكرية أردنية في صنعاء يمثل رسالة واضحة حول رغبة المملكة في لعب دور محوري في ملفات المنطقة، لا سيما تلك المتعلقة بأزمة اليمن، مشيرين إلى أن هذه الخطوة قد تكون مؤشرًا على بدء تغيّرات في المشهد الأمني والجوي لليمن، الذي ظل مغلقًا أمام معظم الرحلات الدولية المباشرة بسبب الحظر الجوي المفروض جزئيًا منذ سنوات.
وأكد خبراء في الشأن الجوي أن تنسيق مثل هذا الهبوط يتطلب تفاهمات أمنية دقيقة وموافقة من أكثر من جهة فاعلة، بما في ذلك جهات دولية ومحلية، ما يوحي بوجود قنوات اتصال غير معلنة تعمل خلف الكواليس.
في غضون ذلك، لم تصدر القوات الجوية الملكية الأردنية أو وزارة الخارجية الأردنية بيانًا رسميًا حتى اللحظة، لكن مصادر دبلوماسية مطلعة أشارت إلى أن الزيارة قد تكون مرتبطة بنقل مساعدات طبية أو دعم لوجستي، أو ربما تأتي في إطار استعدادات مسبقة لعقد لقاءات سياسية أو إنسانية مستقبلية.
وأثارت هذه الخطوة ردود فعل واسعة على المستوى الإعلامي والسياسي، إذ رحب البعض بها كخطوة نحو تخفيف الحصار الجوي عن الشعب اليمني، بينما أعرب آخرون عن تحفظاتهم، معتبرين أن أي تطبيع غير مُعلن مع أي طرف في اليمن يجب أن يتم ضمن إطار الشرعية الدولية.
ويُنظر إلى هذا الحدث باعتباره سابقة قد تفتح الباب أمام خطوات مماثلة من دول أخرى، خاصة في ظل التحركات الدبلوماسية الأخيرة الرامية إلى إحياء مسار السلام في اليمن.