”المعلمون على موعد مع ”الأحد الأسود” — صحفي يُعلن دعمه الكامل: ”لا تراجع قبل الرواتب!””

في تحوّل لافت يعكس تطورًا ملموسًا في الموقف من أزمة التعليم المستمرة، أعلن الصحفي والناشط السياسي المعروف فتحي بن لزرق دعمه الكامل لمطالب المعلمين في المدارس الحكومية، داعيًا إياهم إلى استئناف الإضراب الشامل عن العملية التعليمية ابتداءً من يوم الأحد القادم، احتجاجًا على استمرار انقطاع رواتبهم للشهر الرابع على التوالي، في ظل صمت رسمي مُطبق وغياب أي حلول جذرية.
216.73.216.105
وقال بن لزرق في بيان صحفي نشره عبر منصاته الإعلامية: "المعلمون اليوم محرومون من أبسط حقوقهم الإنسانية والمهنية، بينما تُستنزف عشرات المليارات من موازنة الدولة لصالح أسماء وشخصيات وقيادات لا تستحق، ولا تقدم للوطن سوى المزيد من الفساد والانقسام"، مؤكدًا أن موقفه الجديد لا ينطلق من حسابات سياسية ضيقة، بل من "مسؤولية أخلاقية وإنسانية" تجاه شريحة أساسية في بناء المجتمع، ووصفها بأنها "العمود الفقري للتعليم والتنوير".
وأضاف بن لزرق: "لا يمكن أن نطلب من المعلم أن يقف أمام طلابه وهو جائع، مُثقَل الديون، ومهدّد بإخراج أطفاله من المدارس، بينما يُصرف المال العام بلا رقابة أو محاسبة على من لا يستحقون"، مشددًا على أن "التعليم لا يمكن أن يُبنى على التضحيات المجانية، وأن كرامة المعلم هي جزء لا يتجزأ من كرامة الوطن".
وأشار بن لزرق إلى أنه كان من أبرز الأصوات التي دعت سابقًا المعلمين إلى العودة للتدريس، انطلاقًا من هاجس الحفاظ على العام الدراسي وحق الطلاب في التعليم، لكنه وجد نفسه "مضطرًا لمراجعة هذا الموقف" بعد تفاقم الأزمة المعيشية التي يعاني منها المعلمون، والتي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من التدهور، مع استمرار تعنت الجهات المعنية وتجاهلها المتكرر لمطالبهم العادلة.
وأوضح أن "العودة الجزئية أو المؤقتة للعمل دون ضمانات مالية وقانونية واضحة لم تُجْدِ نفعًا، بل زادت من استهتار المسؤولين واستمرار سياسة المماطلة"، داعيًا المعلمين إلى "توحيد صفوفهم، وتنظيم حراكهم، واستثمار الزخم الشعبي والجماهيري الداعم لهم، لفرض معادلة جديدة لا تُبنى على الصمت أو التنازل، بل على الحقوق والعدالة".
كما وجّه بن لزرق رسالة إلى القوى السياسية والمجتمعية، داعيًا إياها إلى "تحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه التعليم والمعلمين، وعدم التخلي عنهم في مواجهة آلة الفساد واللامبالاة"، محذرًا من أن "استمرار تجاهل هذه الأزمة سيؤدي إلى انهيار كامل للمنظومة التعليمية، وستكون تداعياته كارثية على الأجيال القادمة".
يُذكر أن المعلمين في المدارس الحكومية يعانون منذ أشهر من توقف صرف رواتبهم، ما أدى إلى تدهور أوضاعهم المعيشية، ودفع العديد منهم إلى البحث عن أعمال بديلة أو الاعتماد على المساعدات، في وقت تشهد فيه العملية التعليمية تراجعًا ملحوظًا، وسط تقارير تشير إلى تسرب آلاف الطلاب وانخفاض مستوى التحصيل العلمي.
ويُنتظر أن يلقى دعم بن لزرق، نظرًا لوزنه الإعلامي والسياسي، صدى واسعًا في الأوساط الشعبية والمهنية، وقد يُسهم في إعادة تشكيل المشهد المطلبي للمعلمين، ودفعه نحو مزيد من التنظيم والتصعيد، في محاولة لانتزاع حقوقهم التي طال انتظارها.