تعز تشتعل غضباً: فوضى عارمة في الشوارع واحتجاجات عفوية إثر اغتيال مديرة صندوق النظافة ”أفتهان المشهري”

تشهد عدد من شوارع مدينة تعز، اليوم، حالة من الفوضى والاضطراب غير المسبوقة، في أعقاب الجريمة البشعة التي طالت مديرة صندوق النظافة العامة في المدينة، الأستاذة "أفتهان المشهري"، والتي أُغتيلت صباح اليوم في ظروف غامضة لم تُكشف تفاصيلها بعد، لكنها أثارت موجة من الغضب والاستنكار الشعبي العارم.
216.73.216.118
وبحسب شهود عيان ومراسلين ميدانيين، فقد خرجت احتجاجات عفوية في أحياء متفرقة من المدينة، تحولت سريعاً إلى مشاهد من الفوضى، حيث قام مواطنون غاضبون – بعضهم من عمال النظافة وزملاء الضحية – بقلب براميل القمامة وإفراغ محتوياتها في وسط الشوارع الرئيسية، كتعبير عن رفضهم لاغتيال "المشهري"، التي وصفوها بـ"رمز النزاهة والعمل الدؤوب في خدمة المدينة".
وقال أحد سكان حي القاهرة، وهو يقف وسط أكوام القمامة المنتشرة في الشارع: "أفتهان لم تكن مجرد موظفة، بل كانت أمّاً للمدينة، تعمل بصمت وتتحمل كل الصعوبات لتبقى تعز نظيفة رغم الحرب والحصار. اغتيالها رسالة موجهة لكل من يعمل بضمير، ونحن لن نسكت".
وأضاف آخر: "إذا كان هذا مصير من ينظف شوارعنا، فما مصير من ينظف فسادنا؟! نحن نحتج ليس فقط على الجريمة، بل على ثقافة الإفلات من العقاب التي تسمح باستهداف كل من يخدم الناس".
وقد لوحظ توقف شبه كامل لعملية جمع القمامة في الأحياء التي شهدت الاحتجاجات، ما أثار مخاوف من تدهور الوضع الصحي والبيئي في المدينة، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة وتفشي بعض الأمراض الموسمية.
من جهتها، أصدرت نقابة عمال النظافة في تعز بياناً عاجلاً أدانت فيه الجريمة، وحمّلت الجهات الأمنية مسؤولية حماية الكوادر المدنية، مهددة بـ"تصعيد شامل في حال لم تُكشف هوية الجناة وتقديمهم للعدالة".
في المقابل، لم تعلن أي جهة أمنية أو سياسية مسؤوليتها عن الحادثة، كما لم تصدر أي جهة تحقيقاً رسمياً حتى اللحظة، ما زاد من حالة الاحتقان والغضب الشعبي، ودفع ناشطين إلى إطلاق وسم #أفتهان_المشهري_شهيد_النظافة على منصات التواصل الاجتماعي، مطالبين بكشف الحقيقة ومحاسبة القتلة.
يُذكر أن الأستاذة "أفتهان المشهري" كانت تشغل منصب مديرة صندوق النظافة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وحظيت باحترام واسع من قبل المواطنين والعاملين على حد سواء، لجهودها الكبيرة في تحسين خدمات النظافة رغم شحّ الموارد وانهيار البنية التحتية في المدينة جراء الحرب المستمرة.
ومع تصاعد التوتر في الشوارع، تتجه الأنظار نحو الجهات الرسمية والأمنية، في انتظار موقف واضح يُرضي الشارع ويكشف الغموض المحيط بهذه الجريمة التي هزّت ضمير المدينة، وفتحت ملفات خطيرة حول استهداف الكوادر المدنية في زمن الحرب.