الذكاء الاصطناعي يدخل غرف العلاج الإشعاعي في مصر لأول مرة

في تحول علمي واستراتيجي غير مسبوق، أعلنت هيئة الرعاية الصحية عن بدء التحضير لإنشاء أول مركز دولي متكامل لتشخيص وعلاج الأورام باستخدام تقنيات الطب النووي، بالشراكة مع مؤسسة "روساتوم أوفرسيز" الروسية، في خطوة تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي رائد في هذا المجال الحيوي.
216.73.216.165
المشروع، الذي يأتي ضمن المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل، يضم أربع وحدات رئيسية: وحدة للتشخيص النووي، وحدة لإنتاج النظائر الطبية (السيكلوترون)، وحدة للعلاج الإشعاعي، وأخرى للتدريب والبحث العلمي، ما يجعله نموذجًا متكاملًا يجمع بين العلاج والتطوير العلمي.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، أن مصر تمتلك بنية تحتية قوية وكوادر بشرية مؤهلة، ما يؤهلها لتوطين تكنولوجيا الطب النووي، والاستغناء تدريجيًا عن استيراد النظائر الطبية، خاصة مع بدء إنتاجها محليًا داخل المركز الجديد.
وأضاف أن المركز لن يقتصر على خدمة المرضى المصريين، بل سيعمل كمنصة إقليمية لدول الشرق الأوسط وأفريقيا، ما يعزز من مكانة مصر العلمية والصحية، ويفتح آفاقًا للتعاون الدولي في مجالات التشخيص المبكر للأورام، وتطوير تقنيات العلاج الإشعاعي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، أشاد المدير العام لمؤسسة "روساتوم أوفرسيز" بقدرات مصر، مؤكدًا أن الشراكة مع هيئة الرعاية الصحية تمثل خطوة استراتيجية لتوطين التكنولوجيا النووية الطبية، ونقل الخبرات الروسية إلى الكوادر المصرية، عبر برامج تدريب متخصصة ترفع من جودة الخدمة الصحية وتدعم البحث العلمي.
ويُتوقع أن يسهم المشروع في تحسين جودة الرعاية الصحية، وتوفير فرص عمل جديدة للمهندسين والفنيين والأطباء، إلى جانب تقليل تكلفة العلاج بالنظائر المشعة، وتعزيز الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الحيوي.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتجه فيه مصر نحو بناء منظومة صحية متكاملة، تستند إلى الابتكار والتكنولوجيا، وتضع المواطن في قلب أولوياتها، بما يتماشى مع رؤية الدولة للتحول إلى مركز إقليمي في مجالات الطب المتقدم والبحث العلمي.
ما هو الطب النووي ولماذا هو مهم؟
الطب النووي هو تخصص طبي يستخدم النظائر المشعة في تشخيص وعلاج الأمراض، خاصة الأورام. يتميز بدقة عالية في الكشف المبكر عن السرطان، وأمراض القلب، والغدد، ويُعد من أكثر التقنيات تطورًا في العالم.
تفاصيل المشروع المصري–الروسي
موقع المركز:
سيتم إنشاء المركز في إحدى محافظات المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل، ما يضمن وصول الخدمة لملايين المواطنين.
مكونات المركز
-
وحدة التشخيص النووي: تستخدم النظائر المشعة لتصوير الأعضاء بدقة متناهية.
-
وحدة إنتاج النظائر الطبية (السيكلوترون): ستنتج النظائر محليًا، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد ويوفر ملايين الجنيهات سنويًا.
-
وحدة العلاج الإشعاعي: لعلاج الأورام باستخدام تقنيات متقدمة.
-
وحدة التدريب والبحث العلمي: لتأهيل الكوادر المصرية وتطوير الأبحاث في مجال الطب النووي.
الشراكة مع روسيا: ماذا تعني لمصر؟
-
نقل التكنولوجيا بالكامل من مؤسسة "روساتوم أوفرسيز".
-
تدريب الكوادر المصرية على أحدث الأجهزة والتقنيات.
-
دعم البحث العلمي في مجال الأورام والتشخيص المبكر.
-
توطين صناعة النظائر الطبية التي كانت تُستورد من الخارج.
كيف سيؤثر المشروع على المواطن العادي؟
-
تحسين جودة التشخيص والعلاج، خاصة في حالات الأورام.
-
تقليل تكلفة العلاج بفضل الإنتاج المحلي للنظائر.
-
توسيع نطاق التأمين الصحي الشامل ليشمل تقنيات متقدمة.
-
تقليل فترات الانتظار للحصول على خدمات التشخيص الدقيقة.
فرص العمل والتأهيل المهني
-
من المتوقع أن يوفر المشروع مئات الوظائف للمهندسين، الفنيين، الأطباء، والباحثين.
-
برامج تدريبية متخصصة ستُطلق لتأهيل الشباب في مجالات:
-
تشغيل أجهزة السيكلوترون
-
إدارة العلاج الإشعاعي
-
البحث العلمي في الطب النووي
-
مصر كمركز إقليمي
-
بفضل البنية التحتية والكوادر، يمكن للمركز أن يخدم:
-
دول الشرق الأوسط
-
دول شمال وشرق أفريقيا
-
-
مصر تمتلك اتفاقيات تجارة وتعاون طبي مع هذه الدول، ما يفتح باب تصدير الخدمة والتكنولوجيا.
أقراأيضا:أسعار الذهب في الإمارات اليوم الأحد 28 سبتمبر 2025.. وعيار 24 يسجل 453.50 درهمًا | المشهد اليمني