عائلة ترفع دعوى قضائية ضد تسلا بسبب تصميم أبواب ”سايبرتراك” يسبب وفاة طالبة جامعية

في واقعة مأساوية هزّت مجتمع السيارات الكهربائية، رفعت عائلة طالبة جامعية دعوى قضائية ضد شركة تسلا الأمريكية، متهمة الشركة بتصميم أبواب سيارتها "سايبرتراك" بطريقة تشكل خطراً قاتلاً على الركاب، جاء ذلك بعد وفاة كريستا تسوكاهارا، 19 عاماً، في حادث مأساوي وقع في ولاية كاليفورنيا، أثار جدلاً واسعاً حول سلامة أنظمة فتح الأبواب في سيارات تسلا.
تفاصيل الحادث المأساوي في كاليفورنيا
216.73.216.22
وقع الحادث في نوفمبر 2024 بمدينة بيدمونت في ولاية كاليفورنيا، عندما اصطدمت شاحنة تسلا سايبرتراك التي كانت تقل أربعة ركاب بشجرة. أسفر الحادث عن وفاة السائق سورين ديكسون (19 عاماً)، وأحد الركاب جاك نيلسون (20 عاماً). أما كريستا تسوكاهارا، التي كانت تجلس في المقعد الخلفي، فقد نجت من الاصطدام الأولي بجروح طفيفة لكنها تعرضت لحالة حرجة بعد اشتعال النيران في الشاحنة.
وفقاً للعائلة، تعطل نظام فتح أبواب السيارة الإلكتروني بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ولم تتمكن تسوكاهارا من استخدام مفاتيح فتح الأبواب اليدوية التي تتطلب إجراءات معقدة وغير واضحة للخروج من السيارة، مما أدى إلى حصرها داخل السيارة المشتعلة ووفاتها اختناقاً بالدخان وإصابات الحروق.
مشكلة تصميم أبواب سايبرتراك.. "فخ قاتل" وفق الدعوى
تشغل أبواب سايبرتراك بشكل إلكتروني بالكامل، ما يطرح مشكلة حقيقية في حالات الطوارئ عند انقطاع الكهرباء أو تعطل النظام الإلكتروني. يتطلب فتح الأبواب من الداخل في حالة الطوارئ، بحسب دليل المستخدم، إزالة السجادة المطاطية الموجودة أسفل جيب الباب الخلفي، ثم سحب كابل ميكانيكي معين قبل دفع الباب لفتحه، وهو إجراء معقد وغير عملي أثناء حالة ذعر أو حريق.
وقالت الدعوى القضائية التي اطلعت عليها صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية إن تصميم الأبواب يفتقر إلى آلية فتح يدوية واضحة وسهلة الوصول، ولا يوجد نظام بديل آمن للخروج في حالات الطوارئ، مما يجعل السيارة خطيرة وغير آمنة للركاب.
رد فعل عائلة الضحية وتصريحات والدها
في بيان مؤثر، عبّر والد كريستا تسوكاهارا، كارل تسوكاهارا، عن حزنه وغضبه قائلاً: "لقد تحملنا ليس فقط فقدان ابنتنا، بل أيضاً الصمت المحيط بكيفية حدوث الحادث ولماذا لم تتمكن من الخروج من السيارة. تسلا شركة تساوي تريليون دولار، كيف تسمح بإطلاق آلة غير آمنة إلى هذا الحد؟"
تسعى العائلة من خلال الدعوى إلى الحصول على تعويضات من شركة تسلا، التي يمتلكها إيلون ماسك، واحدة من أغنى الشركات في العالم، وذلك للقصور الواضح في ضمان سلامة المستخدمين.
تحقيقات ومخاوف متزايدة حول مقابض أبواب تسلا
لم تكن هذه الحادثة الأولى التي تثير مخاوف حول نظام فتح الأبواب الإلكتروني في سيارات تسلا، حيث رصدت عدة تقارير خلال الأشهر الماضية حوادث متعددة فقدت فيها سيارات تسلا الطاقة فجأة، مما أدى إلى احتجاز الركاب بداخلها.
وبناءً على ذلك، بدأت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA) في فتح تحقيق شامل حول آليات فتح أبواب سيارات تسلا.
وفي تصريحات لرئيس قسم التصميم بشركة تسلا، فرانز فون هولزهاوزن، أكد أن الشركة تعمل حالياً على تطوير نظام جديد يمزج بين الآلية الإلكترونية واليدوية في زر واحد، لتسهيل خروج الركاب في حالات الطوارئ والذعر.
ضرورة مراجعة سلامة السيارات الكهربائية
هذه الحادثة تسلط الضوء على أهمية تطوير أنظمة السلامة في السيارات الكهربائية، خصوصاً مع تزايد انتشار هذه الفئة من السيارات في الأسواق العالمية، كما تؤكد على ضرورة وجود آليات طوارئ واضحة وسهلة الاستخدام للحفاظ على حياة الركاب، خاصة في اللحظات الحرجة التي قد تحدد الفارق بين الحياة والموت.
تسلا، التي كانت رائدة في مجال السيارات الكهربائية، تواجه اليوم اختباراً حقيقياً يتطلب منها تحسين تصميماتها لتفادي وقوع المزيد من الحوادث المأساوية، وضمان ثقة عملائها وأمانهم.