”لا رواتب، لا أمل، لا علاج نفسي: شاب ينهي حياته في إب.. والسبب أعمق مما تتخيل”

في حادثة مأساوية تُلقي بظلالها على الواقع الإنساني والاجتماعي المتردّي، أنهى شاب في ربيعه الثاني حياته شنقاً داخل منزل أسرته الكائن في منطقة شذبان بعزلة المقاطن، بمحافظة إب الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
216.73.216.144
وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن الشاب يُدعى رياض عبدالواحد أحمد محمد الصهباني، وقد أقدم على الانتحار في ظروفٍ لا تزال غامضة، ولم تُكشف بعد الدوافع الحقيقية التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار المفجع، في وقت تعيش فيه أسرته حالة من الحزن والصدمة.
وأشارت المصادر إلى أن الأسرة اكتشفت الحادث صباح اليوم، بعد أن فشلت محاولات التواصل معه، ليُعثر عليه منتحراً داخل إحدى غرف المنزل، ما أثار حالة من الاستياء والأسى بين أهالي المنطقة، الذين وصفوا رياض بأنه شاب هادئ المعشر، ولا يُعرف عنه أي سلوك قد يوحي بمثل هذا التصرّف.
ويأتي هذا الحادث في سياق تصاعد ملحوظ لحالات الانتحار في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، حيث يُعاني السكان من تراكمات نفسية واجتماعية واقتصادية ثقيلة، ناجمة عن سنوات طويلة من الصراع المسلح، وتدهور الأوضاع المعيشية، وانهيار الخدمات الأساسية، فضلاً عن انقطاع رواتب الموظفين منذ أكثر من سبع سنوات.
وتشير تقارير حقوقية وصحية غير رسمية إلى أن معدلات الاكتئاب والقلق النفسي بين السكان، لا سيما فئة الشباب، بلغت مستويات خطيرة، في ظل غياب شبه تام للخدمات النفسية والعلاجية، وسط تجاهل متزايد من قبل سلطات الأمر الواقع لأزمات الصحة النفسية التي باتت تهدّد النسيج الاجتماعي في تلك المناطق.
ويُحذّر ناشطون ومختصون من أن استمرار الوضع على ما هو عليه دون تدخل عاجل من الجهات المعنية، سواء المحلية أو الدولية، قد يؤدي إلى مزيد من الكوارث الإنسانية، لا سيما مع غياب برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وتفاقم الفقر والبطالة، وغياب الأفق السياسي أو الاقتصادي الذي يمنح الناس بصيص أمل في المستقبل.
ويُطالب أهالي المنطقة والمنظمات الحقوقية بفتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادث، وتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة، داعين في الوقت نفسه إلى تسليط الضوء على الأزمة النفسية المتفاقمة التي باتت تهدّد حياة الآلاف من اليمنيين في مناطق النزاع.