الأحد 2 نوفمبر 2025 02:20 مـ 12 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

المسح الأسري الديموغرافي في الرياض.. خطوة نوعية ترسم ملامح المدينة المستقبلية

الأحد 2 نوفمبر 2025 10:20 صـ 12 جمادى أول 1447 هـ
المسح الأسري الديموغرافي في الرياض
المسح الأسري الديموغرافي في الرياض

تسعى الهيئة الملكية لمدينة الرياض إلى تعزيز مكانة العاصمة كمدينة عالمية متكاملة من خلال مشروع المسح الأسري الديموغرافي، الذي يعد من أهم المبادرات الحديثة في مجال التخطيط الحضري القائم على البيانات، ويهدف المشروع إلى تكوين قاعدة معلومات دقيقة تعكس الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسكني لسكان المدينة، بما يتيح وضع سياسات تنموية فاعلة وتحقيق التنمية الشاملة التي تراعي احتياجات السكان وتدعم جودة حياتهم.

أهمية المشروع في تطوير التخطيط الحضري

يأتي هذا المسح في إطار رؤية شاملة تهدف إلى بناء مدينة ذكية ومستدامة تعتمد على البيانات الميدانية في اتخاذ القرارات، ويُعد المشروع ركيزة أساسية في تطوير الخطط الحضرية التي تراعي النمو السكاني المتسارع للعاصمة، حيث يعمل على تحليل التغيرات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية في مختلف الأحياء، مما يساعد صُنّاع القرار على فهم واقع المدينة وتحديد أولويات التطوير والخدمات بشكل أدق.

نطاق التغطية وعدد الأحياء

يشمل المسح جميع أحياء مدينة الرياض التي يتجاوز عددها أكثر من 217 حيًا داخل نطاق حماية التنمية البالغ مساحته نحو 5960 كيلومترًا مربعًا، وتوفر هذه التغطية الشاملة صورة متكاملة عن التوزيع الجغرافي للسكان ومستوى الخدمات في كل منطقة، بما يمكّن الهيئة من تحليل الفوارق بين الأحياء ووضع الخطط التي تضمن التوازن في التنمية وتحسين البيئة العمرانية.

المجالات الرئيسة للمسح

حرصت الهيئة على تصميم المسح ليشمل ستة مجالات رئيسة تمثل الجوانب المختلفة للحياة في العاصمة:

  • الخصائص الديموغرافية: تشمل توزيع السكان حسب النوع والعمر والمستوى التعليمي والحالة الاجتماعية.

  • الخصائص الاقتصادية: تركز على الحالة الوظيفية ومستوى الدخل وطبيعة النشاط المهني للأفراد.

  • الظروف المعيشية: تتناول أنماط الإنفاق والاستهلاك ومستوى الرفاه العام للأسر.

  • الخصائص السكنية: تتعلق بنوع المسكن والخدمات الأساسية المتوافرة فيه.

  • أنماط التنقل: تشمل دراسة وسائل النقل المستخدمة وأنماط الحركة داخل المدينة.

  • جودة الحياة: تُقاس من خلال الربط بين جميع الجوانب السابقة وتحليل مدى رضا السكان واستقرارهم الاجتماعي.

التقنيات الرقمية المستخدمة في المشروع

يعتمد المسح على منظومة رقمية متكاملة طورتها الهيئة بالشراكة مع الهيئة العامة للإحصاء لضمان سرعة ودقة جمع المعلومات، وتشمل المنظومة استمارات إلكترونية عبر أجهزة لوحية ذكية تتيح إدخال البيانات وتحديثها بشكل فوري، إضافة إلى نظام مركزي لإدارة البيانات ومراقبة الجودة، كما تُستخدم تقنيات التحليل الجغرافي GIS لإنتاج خرائط تفاعلية تربط المؤشرات بالمواقع الجغرافية، مع توظيف خوارزميات التحليل الإحصائي لتوليد تقارير دقيقة تدعم صُنّاع القرار.

أثر المشروع على مستقبل الرياض

من خلال هذا المشروع، ترسخ الهيئة الملكية مفهوم التخطيط المبني على المعرفة، حيث ستُسهم نتائج المسح في توجيه الخطط التنموية وتحسين توزيع الخدمات وتعزيز الاستدامة في جميع قطاعات المدينة كما يُعد المشروع خطوة مهمة نحو بناء مدينة أكثر توازناً ورفاهية، تُعبر عن احتياجات سكانها وتواكب تطلعاتهم المستقبلية.

يمثل المسح الأسري الديموغرافي لسكان الرياض نقلة نوعية في فهم الواقع الحضري للعاصمة، إذ يربط بين التحليل الميداني والتخطيط المستقبلي، ويضع الأساس لبناء مدينة ذكية تنبض بالحياة وتستند إلى المعرفة والبيانات في كل خطوة نحو المستقبل.