حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة .. تأخير في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة
تتواصل حالة التوتر بين حركة حماس وإسرائيل في أعقاب تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، الذي كان من المفترض أن يشمل تسليم رفات الأسرى الإسرائيليين واستكمال بنود وقف إطلاق النار، وفي الوقت الذي تؤكد فيه حماس التزامها الكامل بالاتفاق، تتهم إسرائيل الحركة بالمراوغة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني في القطاع.
حماس تتهم إسرائيل بالتنصل من التزاماتها
أكد الناطق باسم حركة حماس في غزة، حازم قاسم، أن إسرائيل تتهرب من تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق رغم الجهود التي تبذلها الحركة مع الوسطاء لضمان استمرار التفاهمات، وأوضح أن حماس ناقشت مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء آليات تنفيذ الاتفاق بما يضمن استقرار الأوضاع، مشيراً إلى أن الحركة دعت إلى تشكيل لجنة إسناد مجتمعي من شخصيات متوافق عليها لتتولى إدارة القطاع مؤقتاً بالتنسيق مع القاهرة.
القسام تعرض انتشال جثث الأسرى داخل الخط الأصفر
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استعدادها لبدء عملية شاملة لانتشال جثث الأسرى الإسرائيليين من المناطق الواقعة داخل الخط الأصفر، شريطة توفير المعدات والطواقم اللازمة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو الوسطاء، وأكدت الكتائب أن العملية يمكن أن تتم بشكل متزامن في جميع المواقع، في خطوة تهدف لإنهاء هذا الملف الإنساني بشكل كامل، وأشارت الكتائب إلى أنها سلمت سابقاً ثلاث عينات من جثامين مجهولة الهوية لتسهيل عملية التسليم، غير أن إسرائيل رفضت استلام العينات وطلبت الجثامين كاملة للفحص، وأوضحت القسام أنها وافقت على ذلك منعاً لأي تأخير أو مزاعم إسرائيلية جديدة.
الجيش الإسرائيلي ينفي هوية الجثامين المسلّمة
أعلن الجيش الإسرائيلي لاحقاً أن الجثث الثلاث التي تسلمها من غزة عبر الصليب الأحمر لا تعود لأي من الرهائن الإسرائيليين القتلى الذين كان من المقرر تسليم رفاتهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وكشف الفحص الطبي في معهد الطب الشرعي بأبو كبير أن الرفات لا تخص أي إسرائيلي، ما تسبب في أزمة جديدة بين الطرفين، وهدد بعرقلة تنفيذ الاتفاق بالكامل.
توتر متجدد بين الطرفين
تجددت حالة التوتر عقب هذا الإعلان، حيث اتهمت إسرائيل حماس بمحاولة تضليلها، فيما ردت الأخيرة بأن الاحتلال يسعى لتقويض الاتفاق وافتعال أزمات لإطالة أمد الصراع، وشهد الأسبوع الماضي واقعة مشابهة كادت أن تؤدي إلى انهيار الهدنة، بعدما تبين أن رفاتاً سابقة سلمتها حماس لا تخص أحد المخطوفين الإسرائيليين، لترد إسرائيل حينها بقصف عدة مناطق في غزة ووقف التنسيق مع الصليب الأحمر في المنطقة الصفراء.
رغم الاتهامات المتبادلة، تؤكد حركة حماس تمسكها بتنفيذ اتفاق غزة، مطالبة الوسطاء بالضغط على إسرائيل لاحترام التزاماتها وبين محاولات التهدئة واستمرار الخلاف حول ملف الجثامين، يبقى مستقبل الاتفاق رهناً بإرادة الطرفين وقدرتهما على تجاوز العقبات السياسية والإنسانية التي تعرقل التقدم في المرحلة المقبلة.













