تصعيد خطير في غزة.. إسرائيل تكثف قصفها على خان يونس وتنسف مباني في الشجاعية
تتواصل فصول الأزمة في قطاع غزة مع تجدد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق متفرقة من الجنوب والشرق، بعد فشل جديد في ملف تبادل الجثامين بين إسرائيل وحركة حماس، وتأتي هذه التطورات وسط أجواء من القلق والتوتر، في وقت تتزايد فيه المخاوف من انهيار الهدنة الهشة التي تم التوصل إليها قبل أسابيع.
قصف مكثف على شرق خان يونس
شهدت المناطق الشرقية من مدينة خان يونس ليلة دامية، حيث نفذت المدفعية الإسرائيلية قصفاً متواصلاً استمر حتى ساعات الفجر، وأفادت مصادر ميدانية بأن القصف استهدف مناطق سكنية وأراضٍ زراعية، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل وإجبار سكانها على النزوح نحو وسط المدينة، كما تزامن القصف مع تحليق مكثف للطائرات الحربية التي أطلقت عدداً من الصواريخ باتجاه أهداف محددة داخل المدينة.
تدمير مبانٍ في حي الشجاعية
وفي شمال القطاع، واصلت القوات الإسرائيلية عمليات النسف في الأحياء الشرقية من مدينة غزة، خاصة في حي الشجاعية الذي شهد تفجيراً متتالياً لعدة مبانٍ سكنية، وأكد شهود عيان أن المنطقة اهتزت بسلسلة انفجارات ضخمة أدت إلى تدمير منازل بالكامل ووقوع أضرار جسيمة في البنية التحتية، كما اضطر عشرات السكان إلى مغادرة الحي بعد اشتداد القصف وتزايد الانفجارات.
خلاف جديد حول تسليم الجثامين
جاء هذا التصعيد بعد إعلان إسرائيل أن الجثث الثلاث التي تسلمتها من حركة حماس لا تعود لأي من الرهائن الإسرائيليين الذين اختفوا منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، وقد ردت كتائب القسام ببيان أكدت فيه أنها سلّمت "جثامين مجهولة الهوية" بناءً على طلب الجانب الإسرائيلي لإجراء فحوص الحمض النووي، نافية مسؤوليتها عن أي تأخير في تنفيذ الاتفاق.
موقف حماس من الاتهامات الإسرائيلية
بدوره، اتهم المتحدث باسم حركة حماس في غزة، حازم القاسم، إسرائيل بالتهرب من تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مشيراً إلى أن الحركة مستعدة للبحث عن الجثامين في المناطق المحددة إذا توفرت الإمكانيات اللازمة، وأكد القاسم أن حماس ملتزمة بما تم التوصل إليه، وأن المماطلة الإسرائيلية تهدف إلى كسب الوقت وفرض شروط جديدة على الأرض.
أرقام وحقائق حول ملف الجثامين
حتى الآن، سلمت حماس جثث 17 شخصاً من أصل 28، بينهم 15 إسرائيلياً وتايلاندي ونيبالي، بينما لا تزال جثث عشرة آخرين داخل القطاع إلى جانب جثة جندي إسرائيلي فقد في حرب عام 2014 ووفق بنود الهدنة، تعيد إسرائيل جثث 15 فلسطينياً مقابل كل جثة إسرائيلية تستلمها الحركة، ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 225 جثة فلسطينية.
مع استمرار القصف وتفاقم الخلافات حول تسليم الجثامين، يبدو أن مسار التهدئة في قطاع غزة يواجه تحديات كبيرة قد تدفع بالأوضاع نحو جولة جديدة من التصعيد، وبينما يتبادل الطرفان الاتهامات، يبقى المدنيون في القطاع هم الخاسر الأكبر في حربٍ لا تزال فصولها مفتوحة على كل الاحتمالات.













