الأحد 2 نوفمبر 2025 05:25 مـ 12 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

خفايا الصراع بين المداني والرزامي

الأحد 2 نوفمبر 2025 01:31 مـ 12 جمادى أول 1447 هـ
خفايا الصراع بين المداني والرزامي

خفي بدأت ملامحه تظهر رغم أن بداياته منذ مقتل حسين بدر الدين،
الصراع بين المداني والرزامي..
الأول ينتمي للسلالة والثاني للقبيلة، هما جناحي الجماعة منذ التأسيس،هوية الكهنوت تشكلت على هذه المفارقة، سادة حكام والضحايا قبائل، والمفارقة هذه تحضر بشخصي المداني والرزامي وبمسرح عمليات المعركة، فبعد إستقبال السعودية الحافل للرزامي وعودته واستقبال القبائل للرزامي كملك متوج خشيت الجماعة وقررت،بل نقلت مجاميعه الى تعز ولحج، عن مركز الجماعة خارج مركزية السلطتين الدينية والسباسية، صعدة وصنعاء ، الى البعيد .

حياداً، وهذا ليس تجميلاً للرزامي ولكن أن تحضر القبيلة كقوة فعلية،ذات سطوة، وسط بنية الجماعة المنبعثة كإستحقاق سلالي فهذه مدعاة للتأمل، وهو مهدد موضوعي لبنية الكهنوت في صراع الجري خلف السطوة والسلطة والقيادة، وفي صراع الغنيمة،وصراع الأحقية،خاصة وأن الرزامي الأب لا يرى إستحقاق عبدالملك للولاية ويعتقد عودة حسين من الكهف، وربما يرى من نجل حسين الذي بدأ يظهر كمنافس لعمه هو الوريث الحقيقي لفكرة وجماعة والده،علي .

والمداني، تصاعدياً وتنازلياً ، يعيش ذات الصراع، كان حالماً ذات يوم،حالماً بملء مكان حسين، فهو سلالياً وهو قابضاً على أدوات القوة،وله الفضل فيما وصلت اليه الجماعة، ولكن لعشر سنوات رمى عبدالملك به بعيداً، خارج مركزية كل شيء، الى أشرس الميادين بالساحل الغربي إن أنتصر فهو لعبدالملك، وإن نفق لصالح عبدالملك،والمعيب للمداني الذي كان منافساً لعبدالملك تصاغر ليتسابق مع الرزامي، مستنكفاً ذلك من استنكاف المساواة مع طابور القبيلة .

والرزامي، يستند على فصيل من عائلة الولاية، وهو عبدالكريم،عم عبدالملك،الذي أعترض كثيراً على تجاوزه لصالح الطفل المدلل عبدالملك، يلتقيان الرزامي وعبدالكريم في فرض معادلة قوة بعمق الهيكل الكهنوتي خوفاً على إلتهامهما، من دائرة ولاية الطفل وينشط الرزامي لسنوات في تقوية مركز القبائل في مشاكل بسيطة فالرزامي يدرك أن سلاحه القبيلة فقط، طالما ليس سلالياً،وهذا ما يخيف عبدالملك الذي ربما تصالح مع المداني لتحجيم نفوذ الرزامي.

الرزامي، قد يكون الرهان إقليمياً، لتفكيك الجماعة من الداخل،قبيلي يدرك أن الحفاظ عليه لتعزيز قوة الجماعة حرباً، دون ذلك فهو لا يثق بالمجريات، والسعودية حتى تتعامل معه بإحترام، ووضع خاص،على عكس يوسف المداني يستمد حضوره من الدور الإيراني المباشر ومن سلاليته، كما لو أن هذا الصراع مؤشر لتآكل الجماعة .