واشنطن تطالب قوات الدعم السريع بوقف العنف والانتقام في الفاشر
تصاعدت التحذيرات الدولية إزاء تدهور الأوضاع في مدينة الفاشر شمال دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، في وقت وجهت فيه الولايات المتحدة انتقادات حادة لتلك القوات بسبب ما وصفته بالأعمال الانتقامية والعنف العرقي ضد المدنيين، وجاءت هذه المواقف وسط قلق متزايد على حياة السكان الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية بعد أشهر من الحصار والاشتباكات.
إدانة أميركية وتحذير من تفاقم الكارثة
أكدت وزارة الخارجية الأميركية رفضها التام لما يحدث في الفاشر من انتهاكات ضد المدنيين، مشددة على ضرورة وقف أعمال الانتقام فوراً، ودعت واشنطن جميع الأطراف السودانية إلى الالتزام بالمسار السلمي والحوار لإنهاء الصراع المستمر منذ أبريل 2023، مشيرة إلى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنقاذ الشعب السوداني من دوامة الحرب والمعاناة، كما أعربت عن قلقها البالغ تجاه أوضاع آلاف المدنيين الذين فروا من منازلهم هرباً من العنف المتصاعد في الإقليم.
الوضع الإنساني في الفاشر
تشهد المدينة أوضاعاً مأساوية منذ أن بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها بعد حصار طويل. يعيش المدنيون في ظل انقطاع الاتصالات ونقص حاد في المواد الغذائية والمياه، بينما تتحدث تقارير محلية عن عمليات قتل ونهب واعتداءات بحق النساء والأطفال، كما أشارت منظمات إنسانية إلى أن آلاف الأشخاص ما زالوا عالقين داخل المدينة، فيما يواجه آخرون صعوبات كبيرة في الوصول إلى مناطق أكثر أمناً.
شهادات صادمة من الناجين
روى عدد من الناجين قصصاً مأساوية تعكس حجم الكارثة الإنسانية. تحدث أحد الآباء عن مقتل اثنين من أبنائه أمام عينيه، فيما قالت سيدة إنها فقدت أبناءها أثناء محاولتها الهرب من المدينة، كما أكد آخرون أنهم شاهدوا جثثاً في الشوارع ومصابين تُركوا دون مساعدة، في مشاهد تعكس حجم العنف الذي تشهده الفاشر منذ أيام.
نزوح جماعي وتحذيرات دولية
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 65 ألف شخص اضطروا إلى الفرار من المدينة خلال الأيام الأخيرة، بينما لا يزال عشرات الآلاف عالقين وسط ظروف قاسية، كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية دلائل على وقوع مجازر وعمليات قتل جماعي في أنحاء متعددة من الفاشر، مما زاد من حدة القلق الدولي.
إدانات أوروبية واسعة
انضمت دول أوروبية إلى الموقف الأميركي، إذ وصف وزير الخارجية الألماني الوضع في السودان بأنه مأساوي وغير مسبوق، محذراً من أن الفاشر باتت على شفا كارثة إنسانية كبرى، كما أكدت وزيرة الخارجية البريطانية أن الظروف التي يعيشها المدنيون في الإقليم "مروعة" وتستدعي تحركاً عاجلاً لوقف القتال وإنقاذ الأرواح.
مع استمرار الصراع وتصاعد أعداد الضحايا والنازحين، تتزايد الدعوات الدولية لوقف العنف فوراً وفتح ممرات إنسانية آمنة في دارفور، وبين مطالبات السلام وتحذيرات الانهيار الإنساني، يبقى الأمل ضعيفاً في أن تجد الدعوات للحوار طريقها إلى التنفيذ قبل أن تغرق الفاشر في مأساة أكبر.













