اتفاق مرتقب بين الشرع وترامب يعيد سوريا إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب
تشهد الساحة السياسية الدولية حراكاً جديداً يفتح الباب أمام مرحلة مختلفة في العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة، وذلك بعد إعلان واشنطن عن اقتراب توقيع اتفاق بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب، لانضمام سوريا رسمياً إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، هذه الخطوة تمثل تحولاً سياسياً كبيراً يعيد دمشق إلى المشهد الدولي بعد سنوات من العزلة ويؤشر إلى بداية تعاون غير مسبوق بين الطرفين.
انضمام سوريا إلى التحالف ضد داعش
أوضح المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك أن الاتفاق المرتقب سيوقع في العاشر من نوفمبر في العاصمة الأميركية واشنطن، حيث ستنضم سوريا إلى صفوف الدول المشاركة في التحالف الذي تأسس عام 2014 لمواجهة خطر تنظيم داعش الذي اجتاح مناطق واسعة من سوريا والعراق، ويأتي هذا التحرك في إطار الجهود الأميركية لتوسيع قاعدة التحالف، بعد أن تمكن من القضاء على آخر معاقل التنظيم عام 2019، ويُنظر إلى انضمام سوريا بوصفه خطوة تعكس تحولاً جذرياً في سياستها الخارجية، وتفتح الباب أمام شراكة جديدة في مكافحة الإرهاب والتطرف.
دلالات سياسية وتحول في العلاقات الدولية
تُعد هذه الزيارة المرتقبة للرئيس السوري إلى واشنطن الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ عقود طويلة، ما يمنحها أهمية تاريخية خاصة، فمنذ تولي أحمد الشرع الحكم في ديسمبر 2024 بعد الإطاحة ببشار الأسد، تعمل الحكومة الانتقالية على إعادة صياغة علاقات سوريا مع العالم عبر سياسة تقوم على الحوار والانفتاح، بعيداً عن نهج العزلة الذي طبع السنوات الماضية، كما تعكس هذه الخطوة رغبة دمشق في بناء جسور جديدة مع القوى العالمية، خصوصاً واشنطن، بما يسهم في إعادة إدماج سوريا في النظام الدولي بعد فترة طويلة من التوتر والعقوبات.
مفاوضات بين سوريا وإسرائيل برعاية أميركية
بالتزامن مع الإعلان عن الاتفاق المرتقب، تتواصل محادثات غير معلنة بين سوريا وإسرائيل بوساطة أميركية لخفض التصعيد العسكري على الحدود الجنوبية، وتشير التقديرات إلى أن المفاوضات قطعت شوطاً متقدماً، مع احتمال التوصل إلى اتفاق أمني خلال الأسابيع المقبلة، وتسعى دمشق من خلال هذه المباحثات إلى ضمان وقف الغارات الإسرائيلية على أراضيها، فيما تهدف واشنطن إلى تحقيق استقرار أمني يمهّد لتسوية أوسع في المنطقة، خصوصاً مع اقتراب زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة.
نحو مرحلة جديدة في السياسة السورية
انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد داعش لا يمثل مجرد خطوة أمنية، بل هو بداية لمرحلة سياسية مختلفة تسعى فيها دمشق إلى استعادة موقعها في النظام الإقليمي والدولي، فالتقارب مع واشنطن وفتح قنوات تفاهم مع إسرائيل يعكسان توجهاً جديداً يقوم على الدبلوماسية والتوازن، بعد سنوات من الصراع والقطيعة.
يبدو أن سوريا تتجه نحو عهد جديد من العلاقات الدولية، عنوانه الانفتاح والتعاون، بعد سنوات من العزلة والتوتر والاتفاق المنتظر بين الرئيسين الشرع وترامب قد يشكل منعطفاً تاريخياً يعيد دمشق إلى واجهة الأحداث العالمية ويعيد رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط.













