”من كاميرا درون إلى زنزانة انفرادية: مصوّر يمني يروي تفاصيل اختطافه بعد دعوة ”تكريم مفخخة من الحوثيين”
في قلب جبال إب اليمنية، حيث تلتقي الطبيعة البكر بالقمع الصامت، حوّل مصوّر شاب شغفه بالجمال إلى جريمة في عيون سلطة الأمر الواقع الارهابية الحوثية .
جهاد الحميدي، المعروف على فيسبوك باسم "جهاد اليمني"، وجد نفسه فجأة من وراء القضبان، لا لسببٍ سوى أنه التقط صورًا للسماء والجبال بكاميرا درون مرخّصة. ما بدأ كدعوةٍ للتكريم، انتهى باحتجازٍ تعسفي استمر أكثر من 45 يومًا، ليُطلِق بعدها نداءً إنسانيًّا بسيطًا: "أعيدوا لي أدوات عملي… فبدونها، لا رزق لي ولا مستقبل".
ففي منشور مؤثر على حسابه الشخصي، كشف المصور جهاد الحميدي عن تفاصيل اختطافه على يد مليشيا الحوثي في مديرية العدين بمحافظة إب، غرب اليمن. كان جهاد يمارس عمله المعتاد في تصوير الطبيعة الخلابة في منطقة "خنبة" بعزلة السارة، حين تلقى اتصالًا يطلب منه التوجه إلى مدرسته المحلية، بحجة تكريمه لتوثيقه لوحات بصرية تعكس جمال المحافظة.
لكن المفاجأة كانت قاسية: بدلاً من باقة ورد أو شهادة تقدير، وُضع في سيارة ونُقل مباشرةً إلى سجن تابع للمليشيات في العدين، حيث بقي محتجزًا لأكثر من 45 يومًا دون محاكمة أو تهمة رسمية، سوى امتلاكه كاميرا درون — رغم حيازته تصريحًا رسميًّا يخوّله العمل في هذا المجال.
وفي اعترافٍ مؤلم، قال جهاد:
"كل ما أطلبه الآن هو إعادة كاميراتي وهاتفي المحمول… فهي مصدر رزقي ورأسمالي الصغير الذي أعيش منه. بدونها، أنا عاطل عن العمل، مكسور الأمل، لكنني لست مستسلمًا."
وأضاف بمرارة:
"سأعتزل التصوير مؤقتًا، وسأبحث عن طريق آخر للنجاح بعيدًا عن البلاغات والحقد. والله يهدي كل من بلغ عني."
وأشار الحميدي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها أدواته المهنية للنهب من قبل المليشيات. ففي العام الماضي، سُلبت منه كاميرا درون أخرى خلال حادث اختطاف مشابه، ما يعكس نمطًا متكررًا من التضييق على المبدعين والصحفيين والمصورين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.













