الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 04:13 مـ 21 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

القوة الخفية ورا عبقرية توماس إديسون..دور تشجيع والدة إديسون في تكوين شخصيته

الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 04:53 مـ 21 جمادى أول 1447 هـ
توماس إديسون
توماس إديسون

يعتبر توماس إديسون أحد أعظم المخترعين في تاريخ البشرية، وقد أطلق عليه لقب "صاحب الألف اختراع"، لكن القليل يعرف أن قصة نجاحه لم تكن مجرد نتاج ذكاء فطري، بل كانت نتاجًا لتأثير والدته العميق والداعم منذ صغره، فالشخصية القوية للأم والتوجيه الصحيح الذي قدمته كانا حجر الزاوية في تكوين شخصية إديسون ومثابرته على الابتكار.

الصعوبات التعليمية في حياة إديسون

منذ طفولته، واجه إديسون تحديات كبيرة في المدرسة. فقد اعتبره المعلمون طفلًا "صعب التعليم"، وطلبوا من والدته إخراجه من المدرسة لأنها لم تستطع التعامل مع فضوله المستمر وتساؤلاته العديدة، إضافة إلى ذلك، كان إديسون يعاني من ضعف في السمع، مما جعله يجد صعوبة في متابعة الحصص التي تعتمد على الحفظ والتلقين، فظن المعلمون أنه بطيء الاستيعاب وغير مؤهل للتعليم المدرسي.

الدعم النفسي والتوجيه من الأم

بدلاً من الاستسلام لتلك الصعوبات، قامت والدة إديسون بدور محوري في حياته، فقدمت له الدعم النفسي وشجعته باستمرار على الاستكشاف والتجريب، لقد فهمت أن التعلم لا يقتصر على الكتب والحصص المدرسية، بل يحتاج إلى بيئة محفزة واهتمام فردي.

التعليم المنزلي وتحفيز الفضول

بعد طرده من المدرسة، لم تيأس والدته، بل بدأت بتعليمه في المنزل. قامت بتوفير الكتب والأدوات اللازمة، وحرصت على تلبية فضوله الكبير لكل ما حوله، هذا التعليم العملي أتاح له تطوير شغفه بالاختراعات منذ الصغر، وأكسبه قدرة على التفكير النقدي وحل المشكلات بطريقة مبتكرة.

الكذبة التي غيرت مجرى حياته

حين تسلمت والدته رسالة طرده من المدرسة، لم تخبره بالحقيقة القاسية، بل أخبرته بطريقة ذكية أن المدرسة لا تناسب عبقريته وهذه الكذبة الصغيرة كانت سببًا مباشرًا في بناء ثقته بنفسه وتعزيز شعوره بالقيمة الذاتية، حتى اكتشف إديسون الحقيقة بعد وفاة والدته، وعرف حينها أن عبقريته كانت مدفوعة بمحبة والدته وإيمانها به.

تؤكد قصة توماس إديسون ووالدته أن التأثير الإيجابي للأم في حياة الأبناء لا يقل أهمية عن التعليم الرسمي، فالدعم العاطفي والتحفيز المستمر والثقة في قدرات الطفل يمكن أن يغير مجرى حياته بالكامل، كما حدث مع عبقري القرن، توماس إديسون.