الأحد 6 يوليو 2025 05:43 صـ 11 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

بالصور: تهامة أرض الخير الأكثر عطاءاً والأشد فقراً

السبت 5 مارس 2016 12:09 مـ 26 جمادى أول 1437 هـ
تهامة أرض الخير الأكثر عطاءاً والأشد فقراً
تهامة أرض الخير الأكثر عطاءاً والأشد فقراً

على إمتداد الساحل الغربي بتهامة قرى متناثرة مأهولة بالسكان تغط في هدوء عميق، الأهالي في هذه الأرجاء بسطاء ذوو قلوب نقية نقاء بيئتهم، وتشكل حياتهم زوايا مختلفة من العناء والكفاح ومواجهة متاعب الحياة.

رغم إن تهامة إسم يرمز إلى العطاء والخير والكرم لكنها محرومة من أدنى مقومات الحياة الكريمة لأبنائها الذين فضلوا مرارة الاغتراب والذل بحثاً عن لقمة العيش في السعودية التي يضطرون لدخولها بطرق تؤدي في كثير من الأحيان إلى مشارفتهم على الهلاك.

فالحديدة تعتبر عاصمة البؤس والفقر في اليمن، ويتسلط على سكانها عدد من المشايخ الموالين للسلطة، يمتلكون سجونا خاصة لمعاقبة أي خارج عن طاعتهم، بل ويقومون بالتعذيب الوحشي لهؤلاء دون تدخل السلطات المحلية.

معظم سكان القرى التهامية إن لم نقل جميعهم يعيشون تحت خط الفقر الذي صار وكأنه فردٌ منهم يشاطرهم منازلهم المصنوعة من الطين والقش، فثمة كابوس شديد السواد جاثمٌ على صدرها منذ زمن، يأبى النهوض حتى غدت تهامة كعجوز ثكلى لاتقوى حتى على الصراخ.

يعاني السكان في قرى تهامة من الفقر والعوز ويعتمد غالييتهم على الزراعة والرعي والصيد بالدرجة الأولى وتختلف فصول حياتهم ومعاناتهم من مكان إلى آخر وتبرز قدرتهم العجيبة على التأقلم مع حياتهم كيفما كانت.

يستقبلك الرجل التهامي البسيط بأقل قدر من الثياب وكثيرا ما يكتفي برداء خفيف للجزء الأسفل من الجسم إلى جانب الثياب الداخلية. وهذا جزء من عدم التباهي كأخلاق عامة تشمل الأغنياء والفقراء، وفي الوقت نفسه، هو تكيف مع البيئة الشديدة الحرارة.

آلاف الأسر التهامية تعيش على صيد الأسماك وزراعة المحاصيل والفواكه، وتصدر أغلبها لمصلحة مشائخ وشخصيات نافذة إلى الداخل والخارج ما شكل مصدر نقمة ضد القادمين من المرتفعات لنهب أراضي المواطنين البسطاء الذين يمقت غالبيتهم حمل السلاح فهم أناس مسالمون بطبعهم.

ورغم الظروف المعيشية الصعبة للسكان، تصنع تهامة الإبتسامة الدافئة ببساطتها حد الإدهاش، فبيوت تهامة المصنوعة من الطين والقش تستوقف الناظرين بجمالها وترسم على وجوههم أكثر من علامة تعجب.

"العشة" و"العريش" بيوت تهامة المصنوعة من الطين والقش، دافئة كابتسامة أهلها الذين يرسمون لمساتهم الجمالية في منازلهم البسيطة ومن خلالها يصنعون وهج حضارتهم ويخلدون فلكلورهم الشعبي.

(والعشة) هي نموذج المنزل التقليدي لنمط البناء في تهامة، وتنتشر العشة عادة في القرى الريفية ذات الطبيعة الزراعية نظراً لتوافر المواد الخام لبنائها وملاءمة البناء للطبيعة، وتتميز بشكلها المخروطي الذي يتألف من مادة القش والطين والأخشاب، وتكسوها حبال قوية من الخارج.

لمسات جمالية وتفاصيل إبداعية تشاهدها في بناء (العشش والديم) في تهامة وتكون المباني القشية دائرية وشبيهة بالقباب مما يزيدها ألقاً وتجدد جمال تلك المباني الطينية والقشية من حيث تنوع وتغير النقشات التي تنسب للمنطقة.

وتمثل الأسواق الشعبية الأسبوعية في تهامة الملتقى الزماني والمكاني لأفراد المجتمع، وأصبح موعداً يلتقي فيه الناس لقضاء حوائجهم ويبدأ التوافد للسرق من قبل الباعة والمشترين من بعد فجر اليوم المحدد فيه إقامة هذا السوق ويصل ذروته من حيث الحركة واكتمال الوافدين في العاشرة صباحاً وينتهي مع غروب شمس ذلك اليوم.

تهامة أرض الفل والعشق والجمال تئن بصمت منذ عقود فقد ظُلمت على مدى العقود المتعاقبة من أبسط الحقوق رغم أنها سلّة اليمن الغذائية وتمتلك ساحلاً طويلاً به عدة موانئ وبها أكبر منفذ حدودي بين اليمن والسعودية إلا أنها حرمت من إيرادات خيراتها كون أهلها البسطاء مسالمون لايحملون ثقافة الإختطاف وقطع الطريق لنيل مطالبهم.
لمتابعة أخبار المشهد اليمني عبر التليجرام اضغط هنـــــــــــــا