المشهد اليمني

الشيخ مقبل الوادعي ومبعوثة أمريكا..!!

السبت 24 فبراير 2018 09:44 صـ 9 جمادى آخر 1439 هـ
محمد عيضة شبيبة
محمد عيضة شبيبة

تحركت من سفارتها في العاصمة صنعاء نحو محافظة صعدة وهناك كان محافظ المحافظ علي القيسي وكبار المسؤولين على رأس مستقبليها
حفاوة بالغة واهتمام كبير وهدايا وتحف حتى أن أحد وجهاء المحافظة ألبسها بيده جنبيةً غالية الثمن
المحافظ بكرفتتة يذهب ويجي فهو يعلم أن أي تقصير في خدمتها سيعرضه لعقاب شديد من الرئيس علي عبد الله صالح نفسه

المحافظ وقادة الأجهزة الأمنية يعلمون من خلال إتصال الرئيس أن المسؤولة الأمريكية تريد زيارة الشيخ مقبل الوادعي والإلتقاء به ،
فالوادعي ومركزه أصبح حديث الداخل الأمريكي حتى أن البعض من المواطنيين الأمريكيين يسمعون عن دماج ولايسمعون عن اليمن
ويسمعون عن مقبل الوادعي ولا يسمعون عن علي عبدالله صالح .

سمعاً وطاعة فمن ذا الذي سيرد طلبها وهي التي تضع رجلاً على رجل أمام فخامة الرئيس ويهرول كبار رجال الدولة لزيارتها والتقاط صور تذكارية معها . 
ومن ذا في الشرق الأوسط كله سيقول لمسؤلة في الدولة العظمى عفواً أو لا

بعث المحافظ علي القيسي على الفور مديرعام المحافظة ليخبر الشيخ الوادعي حتى يكون على رأس مستقبليها عندما تطأ رجلها أرض دماج فالبروتكول يقتضي ألا تنزل من سيارة السفارة إلا والشيخ وكبار طلابه عند باب السيارة مصطفين لاستقبالها

انطلق مدير عام المحافظة نحو دماج ليخبر الشيخ كي يتهيأ لإستقبال الضيف الكبير 
ثم تحرك بعده موكب سعادتها تحفه اتصالات الرئيس المتوالية للمحافظ بالإهتمام بها في دماج وحسن استقبالها

وصل الموكب لكن مبعوث المحافظ لازال في دار الشيخ يحاول أن يقنعه كي يخرج لإستقبال المسؤولة الأمريكية
والشيخ يرفض ويرد عليه ويقول له :
( يا أخانا أحمد أنا لا أصافح النساء ولن أستقبلها
لكن حجبوها وإذا شاءت أن تدخل عند النساء يحاضرنها فلا بأس) 
المدير العام يحاول بكل ود وينبه الشيخ بأهمية الأمر وخطورته وأن الرئيس يتابع بنفسه لكن الشيخ لم يكترث بشيء من هذا
المسؤولة تنتظر والأطفال الصغار يتحلقون حول سيارتها يتأملون زرقة عيونها ويستغربون من شعرها الأصفر والمفاوضات لازالت مستمرة ، وهذا المسؤول يدخل دار الشيخ وهذا يخرج منها وكلهم يحاول أن يقنع الشيخ
لكن لاجدوى
الرئيس على الهاتف أخبروه أن الشيخ رفض
المحافظ في موقف لايُحسد عليه فماذا سيقول للرئيس وهو الذي يحرص على رضائه والتقرب إليه ؟

حاولوا مرة أخرى
أكثروا وألحوا
غضب الشيخ وقال لهم :
( هذا وقت قيلولة وأنا لا أقابل في هذا الوقت أحداً
أما المرأة هذه فلن أقابلها أبداً 
لاتشغلونا عن طلب العلم إذا شئتم فحجبوها وتدخل عند الأخوات يعرضن عليها الإسلام أو تنصرف)

غادرت وغادر الموكب بدون أن تقابل الشيخ أو تراه وبقي
بعض الصحفيين من الامريكين وغيرهم وبعد صلاة العصر وانتهاء الدرس تحلقوا حول الشيخ يسألونه أسئلة صحفية وهو يجيب عليها فينتقد أمريكا ويستنكر سياستها بشدة ويبين جرائمها وأنها سبب المصائب ولايتحفظ الشيخ في أجوبته عن شيء أو يجنح للدبلوماسية في الجواب
حتى أن أحدهم سأله هل تختلف مع الإخوان ( قال نعم أختلف معهم لكنني متفق معهم عليكم )

هذا هو الشيخ الوداعي تتفق معه أو تختلف في هذا الموقف أو غيرة إلا أنه كان صادقاً مع نفسه معتزاً بما يؤمن به لايتخلي عن قناعاته أو يجامل أحداً في الدنيا على حسابها صغر أو كبر
هذا هو الشيخ الوادعي كان يجلس مع الأطفال ويتسابق مع الطلاب ويضع العلف لناقته وفي نفس الوقت يرفض أن يقابل مبعوثة الدولة العظمى
حدث يازمن واكتب يا تاريخ عن مفخرة اليمن ومحدثها
رحمه الله ورضي عنه ورفع درجته في عليين وأعاد دماج إلى أهلها .

No Album