المشهد اليمني

بعد قرون من وفاته.. علماء أجانب يكشفون سبب موت صلاح الدين الأيوبي

الأربعاء 9 مايو 2018 12:17 مـ 24 شعبان 1439 هـ

كشف طبيب أمريكي عن المرض الذي تسبب بوفاة القائد صلاح الدين الأيوبي، عام 1193 ميلادي، عن عمر ناهز 56 عاما.

وتلتقي كل عام مجموعة من الأطباء الأكاديميين والمتخصصين في الحقل الطبي في مؤتمر يناقش أمراض الشخصيات التاريخية، للتوصل إلى كيفية وسبب موت المشاهير في التاريخ. ووقع الاختيار هذا العام على البطل الإسلامي والقائد صلاح الدين الأيوبي.

وجمع الطبيب، ستيفن غلوكمان، من كلية الطب في جامعة بنسلفانيا معلومات حول تدهور صحة السلطان صلاح الدين، وعرض عمله البحثي في المؤتمر الطبي في 4 مايو الجاري، بالرغم من صعوبة تقديم تشخيص دقيق بعد مرور 800 عام على وفاته. وذكر الطبيب المختص السبب الأكثر احتمالا لوفاة صلاح الدين الأيوبي.

وتدهورت صحة صلاح الدين الأيوبي لأول مرة عام 1185، عندما كان يبلغ من العمر 47 عاما، ولم تكن هناك أعراض دقيقة بحسب الوثائق التاريخية ومرض حينها لفترة شهرين.

ثم تدهورت حالته الصحية مجددا عام 1190، وتعرض لنوبات من حمى غامضة، ولم يبرح فراشه شهرا كاملا. وعندما بلغ 56 من عمره، اشتكى السلطان من الحمى وآلام المغص المعوي وفقدان الشهية وعسر الهضم. وعانى أيضا من الصداع والنزيف، وفي اليوم السابع والثامن من المرض أصبح مشوش الذهن، وفي اليوم الحادي عشر بدأ العرق يتصبب منه بغزارة وبدأ يفقد الوعي تدريجيا ومات في اليوم الرابع عشر.

وأشار ستيفن غلوكمان إلى أن الصورة السريرية للمرض لم تكن مشابهة للجدري أو الطاعون أو السل، وتوفي الزعيم صلاح الدين الأيوبي (على الأرجح) من حمى التيفوئيد، والعامل المسبب كان بكتيريا السالمونيلا التيفية.

وتعد هذه القضية كما وصفتها صحيفة The Guardian البريطانية، الأحدث طرحاً في الاجتماع السنوي لمؤتمر المدارسة السريرية الباثولوجية التاريخية في الولايات المتحدة. 

وفي حين تصف الروايات التاريخية كيف احتوى مرض صلاح الدين على تعرّق وهجمات "الحمى الصفراء" والصداع، فإن سبب المرض كان موضوعاً للنقاش لفترة طويلة، مع اقتراحات من ضمنها الالتهاب السحائي. 

والآن يقول جلوكمان الذي طُلب منه فحص الحالة، إنه قام بتقييم الأدلة وتوصل إلى أن الجاني هو العدوى البكتيرية والتيفوئيد. 

وقال جلوكمان إن هذا الاستنتاج يعتمد بالفعل على الأمراض المنتشرة في تلك الفترة والأمراض المميتة والأمراض القاتلة في فترة زمنية، مدتها أسبوعان تقريباً وأضاف أن التيفوس هو احتمال آخر للوفاة. لكن التشخيص ليس مطلقاً، بل تحيط به بعض الشكوك. 

فيما يقر ماكوياك بأنه لا يوجد دليل على معاناة صلاح الدين من آلام في البطن، وهو أحد الأعراض الشائعة للتيفوئيد، ولكنه قال إن السجل التاريخي مكتوب من قِبل أشخاص غير أطباء، وغالباً ما يُكتب ذلك بعد الحادثة. 

بينما قال الدكتور توم أسبريدج، وهو مؤرخ العصور الوسطى من جامعة كوين ماري في لندن، وسيلقي محاضرة في المؤتمر حول نجاحات صلاح الدين في معركة حطين وإعادة القدس، إن موت السلطان ربما أفسد خطط حملة محورية. 

وقال: "إذا نظرت لذلك من منظور العالم الإسلامي، فإن موت صلاح الدين مأساوي للغاية، لأنه قاتل طويلاً وبقوة وبأسلوب ملتزم للغاية خلال ما نسميه بالحملة الصليبية الثالثة.. وتلك هي  الحملة الصليبية التي قادها ملك إنكلترا، ريتشارد قلب الأسد". 

وتعد معركة حطين التي وقعت العام 1187 ميلادية، من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، إذ انتصرت فيها جيوش المسلمين بقيادة صلاح الدين على الجيوش الصليبية، واستطاعت استعادة مدينة القدس، وتحرير الأراضي التي استولى عليها الصليبيون.