المسيح يقلب موائد الصيارفة ليصبحوا اليوم أرباب بنوك كبرى

سواء كان 25 ديسمبر (الكرسمس) هو يوم ميلاد السيد المسيح عليه السلام أم لا تبقى الفكرة هي الأهم،
وهي أن دين الله الواحد بشرائعه الثلاثة في اليهودية والمسيحية والإسلام قد أتى أساسا لإزالة الظلم وإقامة العدل. وعلى بساطة العبارة إلا أن كيفية تنفيذها هي سبب الحروب والقتل في هذا العالم.
غضب السيد المسيح عليه السلام على الصيارفة فقلب موائدهم وطردهم جميعا خارج المعبد واعتبرهم مرابين ولصوص يتلاعبون بالأسعار وبقوت الشعب، كون عملهم يبيع الأوهام والربح السريع في سبيل المصالح الشخصية الضيقة للأقلية على حساب "شعب المعبد" و "ملح الأرض" الذين سيكونون في النهاية ضحية الاستغلال والأوهام والفقر والظلم.
ولكن، بعد كل هذه الفترة الزمنية من طرد الصيارفة من المعبد تحوروا ليصبحوا اليوم أرباب بنوك كبرى ينشئون دول ويهدمون أخرى.
وحتى في البنوك الإسلامية التي تقوم على نظام المرابحة فإن الأرباح في نهاية المطاف تذهب إلى البنوك العالمية الرأسمالية وأي مشكلة في أي بلد يتم حجز الأموال وفرض العقوبات لكي لا تهدد تلك المشاكل سيادة البنوك وأربابها.
أما العرب بشكل خاص فقد ظلموا أنفسهم فلا هم حافظوا على النظام الاقتصادي الذي يعتمد على الخراج والزكاة عندما كانوا ملوك الأرض ولا هم استطاعو اليوم منافسة أرباب البنوك العالميين المحافظين على مهاراتهم التي ورثوها جيلا بعد جيل وعلى مدى قرون طويلة في أعمال الصرافة والبنوك والذهب في نظام رأسمالي عالمي هم أسياده.
المال ينشئ دولة وغياب العدل يهدمها. ولهذا السبب ظهر الرسل والأنبياء لأجل الميزان والعدل بين المال ومتطلباته والعدل ومتطلباته وهذا يستلزم إنشاء القوانين وتطبيقها على الكبير قبل الصغير.
واليوم، إما أن نعمل لأجل قوانين العدل والميزان الذي لاتستقيم شوكته إلا بالشراكة والتنوع المجتمعي والثقافي و الشفافية والاستقلالية أو أن سفك الدماء والفقر والظلم ستستمر جميعها وسيفرح الصيارفة و أرباب البنوك العالميين بالفوضى وسيمدون موائدهم أكثر وأكثر في كل البلدان التي لا تملك سيادة واستقلال، سيمدونها بدون أن يخافوا من أن يأتي من يقلب موائد اللصوصية.