تعليق حكومي على رواية ”النصر” الحوثية بعد الاستسلام لأمريكا

قال وزير الإعلام معمر الإرياني أن "استسلام مليشيا الحوثي المدعومة من إيران أمام الضربات العسكرية الأمريكية يكشف زيف ادعاءاتها بالنصر، ويعكس الهزيمة المدوية التي مُنيت بها، في مشهد يعيد إلى الأذهان سرديات "الانتصارات الوهمية" التي دأب محور طهران على الترويج لها، كما حدث مع حزب الله اللبناني سابقاً".
وقال الإرياني في تصريح اليوم الأربعاء إن "النصر الحقيقي لا يُقاس باستدعاء الضربات العسكرية، أو تدمير البنية التحتية، أو تعريض حياة المدنيين للخطر، أو تحويل البلاد إلى ساحات لتصفية الحسابات الإقليمية"، معتبراً أن مفهوم النصر لدى إيران وأذرعها يتمثل في الخراب، وفي قدرة وكلائها على جرّ شعوبهم إلى حروب عبثية، ثم بيعهم أوهام النصر بشعارات جوفاء.
وكان الإرياني قال في تصريح سابق أمس الثلاثاء، إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف العملية العسكرية ضد الحوثيين جاء بعد استسلامهم الكامل، واستجدائهم لإنهاء الضربات، وقبولهم بشروط واشنطن بالتوقف عن استهداف خطوط الملاحة الدولية، مؤكداً أن "لغة القوة وحدها هي التي يفهمها الحوثي"، وأن هذا التطور لم يكن نتيجة تفاهمات سياسية أو ضغوط دبلوماسية فقط، بل كان ثمرة مباشرة لضربات مركزة أربكت بنية الجماعة وأفقدتها تماسكها.
وأوضح الإرياني أن العمليات العسكرية الأمريكية نجحت في تدمير مراكز القيادة والسيطرة، ومستودعات السلاح، ومنشآت تجميع الصواريخ والطائرات المسيرة، مما أدى إلى شل منظومة الاتصالات الحوثية وعزل القادة الميدانيين، وانهيار منظومة "الردع" التي حاولت الجماعة تسويقها خلال الأشهر الماضية.
وأضاف أن هذا الانهيار لا يمثل فقط هزيمة لجماعة متمردة، بل يشكل تراجعًا عمليًا لنفوذ إيران في واحدة من أبرز ساحات تمددها في المنطقة، مشيرًا إلى أن طهران استخدمت الحوثيين كورقة ضغط ومصدر تهديد دائم لأمن المنطقة والممرات البحرية، وأن سقوط هذه الورقة تحت الضربات يمثل رسالة مباشرة لإيران بأن زمن الحروب بالوكالة يوشك على نهايته، وأن كلفة الاستثمار في الفوضى والدمار أصبحت باهظة.
واختتم الإرياني تصريحاته بالتأكيد على أن استسلام الحوثيين يُعد اعترافًا عمليًا بالهزيمة، ودليلًا على هشاشة مشروعهم، وفرصة حقيقية يجب استغلالها لاستعادة زمام المبادرة، وتوحيد الصف الوطني، والمضي نحو حسم شامل يعيد للدولة اليمنية اعتبارها، ويضع حدًا لغطرسة المليشيا ويُنهي تدخل إيران في اليمن والمنطقة.
وكان ترامب، قد فاجأ الجميع مساء أمس الثلاثاء، وأعلن أن الولايات المتحدة ستوقف الضربات الجوية فورًا ضد الحوثيين، مشيرًا إلى أن الجماعة أبلغت واشنطن بأنها "لا ترغب في القتال بعد الآن".
وقال ترامب في تصريحاته: "الحوثيون قالوا البارحة إنهم لم يعودوا يريدون القتال، وهذه أخبار جيدة"، مضيفًا: "أقبل كلمتهم وقررنا وقف القصف فورًا".
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الخارجية في سلطنة عمان عن نجاح جهود الوساطة المكثفة التي بذلتها مؤخرًا بين الولايات المتحدة الأمريكية ومن وصفها بـ"السلطات المعنية في صنعاء"، إشارة إلى مليشيات الانقلاب الحوثية التابعة لإيران.
وأوضح الناطق الرسمي للخارجية العمانية، أن المناقشات والاتصالات المستمرة التي أجرتها السلطنة مع الطرفين بهدف تحقيق خفض للتصعيد قد أثمرت عن التوصل إلى اتفاق هام يقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وقال إن هذا الاتفاق يمثل خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقة وفتح المجال أمام جهود السلام الشاملة.
وأشاد بالدور البناء الذي قامت به سلطنة عمان في تقريب وجهات النظر وتهيئة الظروف المناسبة للوصول إلى هذا الاتفاق.
وأعرب عن أمله في أن يلتزم الطرفان ببنود الاتفاق وأن يشكل هذا الوقف لإطلاق النار بداية لمرحلة جديدة من الحوار البناء الذي يفضي إلى حل سياسي مستدام للأزمة اليمنية.
من جانبه، قال المتحدث باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام فليته، إن الاتصالات مع واشنطن لم تأتِ من جانب الحوثيين، بل "تلقينا الطلبات من الأمريكيين عبر وساطة سلطنة عمان، ولم نقدم أي طلب على الإطلاق"، معتبرًا أن التصريحات الأمريكية عن "الاستسلام" لا تعني سوى "العجز والفشل"، وفق وصفه.
وعن التفاهمات الجارية، أشار إلى أن "الموقف الأمريكي لا يزال قيد التقييم، وحتى لا تكون مجرد تصريحات، فإن أي عودة أمريكية للعدوان ستقابل برد مماثل".
وكانت إدارة ترامب قد أطلقت، منتصف مارس الماضي، حملة عسكرية واسعة ضد الحوثيين، قالت إنها تهدف إلى تحجيم قدراتهم ومنعهم من استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.