قاضي يمني بارز يتهم ميليشيا الحوثي بقمع المعارضة واستخدام السجن والملاحقة ضد المخالفين

اتهم القاضي اليمني البارز عبدالوهاب قطران ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بـ"قمع أي رأي مخالف" و"استخدام أسلوب السجن والملاحقة ضد المعارضين لقراراتها وإجرامها"، في تصريحات نارية كشفت حجم القبضة الأمنية التي تفرضها الجماعة على صنعاء.
جاءت تصريحات القاضي قطران – الذي سبق أن تعرض للاختطاف والسجن التعسفي قبل الإفراج عنه بعد ضغوط كبيرة – في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال: "لا توجد سلطة في الدنيا دون معارضة، إلا سلطة الجماعة هنا بصنعاء"، مستشهدًا بحق الاختلاف والاعتراض كأمر أصيل لا يمكن مصادرته.
وأضاف في إشارة لافتة: "حتى رب العالمين جادل إبليس، وسمع منه، وقَبِل رفضه السجود لآدم"، مؤكدًا أن الحوار والنقاش حق طبيعي، بينما تتعامل ميليشيا الحوثي مع أي معارضة بقبضة حديدية.
تهديدات واعتقالات لمن يعبر عن رأيه
كشف القاضي المختطف سابقًا أن أي تعبير عن الرأي يواجه بالاستدعاءات والتهديدات، قائلًا: "نكتب رأينا فيستدعونا ويهددونا، وهذا جحاف وتعليقه نموذج لعشرات الجرابيع الذين لا يحتملون كلمة مخالفة"، في إشارة إلى سياسة القمع الممنهج التي تنتهجها الميليشيا ضد منتقديها.
تحدي التهديدات: "السجن شرف"
اختتم قطران منشوره بتحدٍ واضح لسياسة الترهيب الحوثية، قائلًا: "نحن الغرقى فما خوفنا من البلل… السجن شرفٌ ما بعده شرف. نحن نصرّح برأينا ونحن منتحرون، وما يقطع الرأس إلا من يركبه"، في رسالة تشير إلى استعداده لتحمل العواقب في سبيل التعبير عن رأيه.
خلفية الأحداث
يأتي تصريح القاضي قطران في ظل تصاعد حملة القمع التي تشنها ميليشيا الحوثي ضد المعارضين والصحفيين والناشطين، حيث تشير تقارير حقوقية إلى اعتقال المئات تعسفيًا، بينهم قضاة ومثقفون، في سياسة تهدف إلى إسكات الأصوات المخالفة.
وتواجه الميليشيا اتهامات دولية بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والإخفاء القسري، بينما تواصل فرض سيطرتها على مناطق نفوذها بقمع أي معارضة، مما يزيد من عزلة صنعاء دوليًا.
تفاعلات واسعة
أثارت تصريحات القاضي تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل، حيث أيده نشطاء ومواطنون، بينما يتعرض منتقدو الحوثي عادةً للملاحقة. ولا تزال الأوضاع في اليمن متأزمة مع استمرار الصراع وتصاعد الانتهاكات ضد المدنيين.