اليافعي يحمّل الانتقالي مسؤولية تدهور الأوضاع في عدن
في مشهد وطني مؤثر، شهدت مدينة عدن اليوم مظاهرة نسائية حاشدة خرجت فيها النساء من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، رفضاً للواقع المعيشي الصعب الذي باتت تعاني منه المدينة منذ أشهر، وهو ما أثار تفاعلاً واسعاً على المستويين الشعبي والإعلامي.
وفي تعليق لافت، أشاد الإعلامي المعروف ياسر اليافعي بمظاهرات النساء في عدن، واصفاً المشهد بأنه "عظيم يهز الوجدان"، وقال إن خروجهن جاء ليُعبر عن حالة الغضب العارم التي بلغت حد الانفجار، بعد سنوات من التضحية والانتظار، دون أن تتحسن أوضاعهن المعيشية أو تنعم المدينة بالاستقرار والأمن.
وأكد اليافعي أن سبب هذه الاحتجاجات يعود إلى "الذل والمعاناة" التي باتت تسيطر على حياة المواطنين في عدن، نتيجة التدهور الكبير في الخدمات الأساسية، وانقطاع الكهرباء والمياه، وتعطل قطاعات التعليم والصحة، وتعمق الفوضى الأمنية، مما جعل الحياة في المدينة "لا تطاق"، على حد تعبيره.
وقال اليافعي: "ما يحدث اليوم في عدن من تجويع وقهر متعمد أمر غير مقبول إطلاقاً"، مضيفاً أن الشعب اليمني لم يقدّم كل هذه التضحيات ويصبر كل هذه السنوات ليصل إلى هذا المستوى من البؤس والفقر والحرمان.
وفي تصريح حمل فيه المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية الوضع المتردي في عدن، قال اليافعي: "لم تصل عدن إلى هذا الحد من التدهور إلا في هذه المرحلة، وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي أن يدرك أن التفويض الشعبي الذي حظي به لم يكن من أجل المشاركة في السلطة فقط، بل من أجل إنقاذ الناس من العذاب الذي ازداد اليوم أضعاف ما كان عليه".
كما وجه اليافعي انتقاداً لاذعاً لما وصفه بـ"الشراكة مع قيادات لا تملك سوى صفتها الوظيفية"، مؤكداً أن الشرعية الحقيقية ليست في المناصب ولا في التعيينات، بل هي "شرعية الانتصارات على الأرض، وشرعية الأصوات التي تئن من الوجع اليومي في عدن وجميع المحافظات الجنوبية".
واختتم اليافعي تصريحاته بكلمات تحمل الإجلال والتقدير للمرأة العدنية، حيث قال: "أوجه كل التحية والإجلال لنساء عدن العظيمات، اللواتي كسرن صمت الجدران اليوم، وأرسلن رسالة واضحة للجميع: كرامة الإنسان لا تُهان، وعدن تستحق الأفضل".
وتعد هذه المظاهرة النسائية التي خرجت اليوم في عدن، واحدة من أبرز المواقف الرمزية التي تعكس تصاعد السخط الشعبي، خاصة في ظل استمرار الأزمات الخدمية والاقتصادية، وسط دعوات لضرورة إعادة النظر في إدارة المدينة ومعالجة الوضع قبل أن تتفاقم الأمور إلى ما لا يمكن السيطرة عليه.