المشهد اليمني

الجبواني: المظاهرات النسائية في عدن ”صفعة أخلاقية وسياسية” للمجلس الانتقالي

الأحد 11 مايو 2025 02:36 صـ 14 ذو القعدة 1446 هـ
الجبواني
الجبواني

في تعليق لاذع وحاسم على التحركات النسائية الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن مؤخراً، حيث خرجت مجموعات من النساء بمظاهرات سلمية مطالبة بتحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والصحة والتعليم، انتقد وزير النقل السابق، الأستاذ صالح الجبواني، بشدة المجلس الانتقالي الجنوبي، معتبراً أن هذا المشهد الباهت يُعد "صفعة أخلاقية وسياسية" للمجلس ولكل خطاب تمثيلي زعمه باسم القضية الجنوبية.

وفي تصريحات صحفية له، قال الجبواني إن خروج النساء وحدهن إلى الشارع، في ظل غياب ملحوظ للرجال عن الساحة، يعكس حالة قهرٍ وتهميشٍ وصلت إلى حد لا يمكن الصمت أمامه، مشيراً إلى أن هذا الواقع المؤلم كشف زيف الخطاب السياسي الذي تدّعي فيه بعض الجهات أنها تمثل الشعب وتسعى لمصالحه.

وأكد الجبواني أن ما يجري في عدن اليوم ليس مجرد تعبير عن مطالب خدمية، بل هو انعكاس صارخ لفشل ذريع للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي كان يطرح نفسه منذ سنوات كممثل حصرى للقضية الجنوبية. ولفت إلى أن هذا المجلس تحول، بمرور الوقت، إلى "كيان أمني مغلق"، يُدار بحسابات داخلية وخارجية غير مشروعة، ويسيطر عليه أمراء الحرب وقادة المليشيات، بعيداً عن أي مشروعية أو تمثيل حقيقي للشعب.

وشدد الوزير السابق على أن الفساد المستشري، والانفلات الأمني، وتدهور البنية التحتية، وتفشي مظاهر المناطقية والمحسوبية، كلها ليست أخطاء فردية عابرة، بل هي "أعراض لفشل بنيوي عميق"، لا يمكن إخفاؤه بالشعارات أو الخطابات الرنانة، خاصة بعد مرور سنوات طويلة على سيطرة المجلس الانتقالي على القرار الأمني والإداري في العاصمة المؤقتة عدن.

واختتم الجبواني تصريحاته بتوجيه رسالة تحذيرية واضحة، أكد فيها أن هذه المظاهرة النسائية ليست مجرد صرخة مطلبية، بل هي "مؤشر خطر" على الحالة المتردية التي وصل إليها المجتمع الجنوبي، وأن ترك النساء يواجهن هذه المعاناة وحدهن يعني أن هناك انهياراً داخلياً يحدث في نسيج المجتمع وبنائه الاجتماعي.

وقال الجبواني في ختام تعليقه: "من يخذل الناس، سيُفضَح، ولو بصوت الأمهات المُتعبات". مؤكداً أن من يزعم تمثيل الجنوب لم يعد يمثل إلا نفسه ومصالحه الضيقة، وأن اللحظة الحالية تتطلب وقفة جادة من كل وطني حر يحمل هماً حقيقياً للقضية الجنوبية ومستقبل أبنائها.