المشهد اليمني

طفرة جينية نادرة تقلص ساعات النوم دون ضرر صحي.. إليك القصة الكاملة

الثلاثاء 13 مايو 2025 10:24 صـ 16 ذو القعدة 1446 هـ
ساعات النوم
ساعات النوم

في خطوة علمية قد تغيّر مفاهيمنا حول النوم، كشفت دراسة حديثة منشورة في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" عن طفرة جينية نادرة تسمح لبعض الأفراد بالنوم لساعات قليلة جدًا، لا تتجاوز ثلاث ساعات يوميًا، دون أن تتأثر صحتهم أو قدرتهم على الأداء اليومي المعتاد.

هذا الاكتشاف جاء ثمرة لجهود بحثية قادها فريق من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، تحت إشراف العالمة ينغ هوي فو، والتي ركزت على فئة نادرة من الأشخاص يطلق عليهم مصطلح "ذوي النوم القصير الطبيعي". هؤلاء يتميزون بقدرتهم على الاكتفاء بثلاث إلى ست ساعات نوم فقط دون الشعور بالإرهاق أو أي تبعات سلبية.

الجسم يعمل بكفاءة مضاعفة أثناء النوم

أشارت الدكتورة فو إلى أن أجسام الأشخاص الذين يحملون هذه الطفرة الجينية تنفذ وظائف التنقية والإصلاح التي تتم أثناء النوم، مثل إعادة التوازن العصبي وتجديد الخلايا، بمعدل أسرع من المعدلات الطبيعية. هذا يجعلهم قادرين على الاستيقاظ مبكرًا وهم في كامل نشاطهم الذهني والبدني، دون حاجة إلى فترات نوم طويلة.

جين SIK3 تحت المجهر

وتمكن الباحثون، في الدراسة الأحدث، من تحديد طفرة جديدة في جين يدعى SIK3، والذي يلعب دورًا محوريًا في تنظيم النشاط العصبي بين الخلايا. وعند تطبيق التجربة على الفئران، لوحظ أن الفئران الحاملة لهذه الطفرة نامت بمعدل يقل بنحو 31 دقيقة عن مثيلاتها، مما يشير إلى تأثير الطفرة على كمية النوم المطلوبة.

لكن في المقابل، يرى الدكتور كليفورد سابر، أستاذ علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة هارفارد، أن هذا الفرق في المدة لا يزال محدودًا، وقد لا يكون العامل الوحيد المسؤول عن ظاهرة النوم القصير الطبيعي.

خمس طفرات... والبحث مستمر

حتى الآن، رصد الباحثون خمس طفرات مختلفة عبر أربع جينات يحتمل ارتباطها بظاهرة النوم القصير الطبيعي. ويأمل الفريق البحثي بقيادة فو أن يؤدي توسيع نطاق الدراسة واكتشاف المزيد من الطفرات إلى فهم أعمق لآليات النوم، وبالتالي تطوير حلول علاجية مبتكرة لمن يعانون من اضطرابات النوم المزمنة.

بوابة جديدة لفهم النوم البشري

بحسب ما نشرته مجلة "نيتشر" المتخصصة في العلوم، فإن هذا الاكتشاف لا يسهم فقط في فهم كيفية تنظيم النوم فحسب، بل قد يفتح الطريق أمام تحسين الأداء العقلي والجسدي للأشخاص العاديين، وربما يساعد في تصميم علاجات تحاكي آلية هذه الطفرات الجينية، وهو ما يمثل نقلة نوعية في مجال علوم النوم والصحة العامة.