المشهد اليمني

انتقادات أممية لخطة إسرائيل لفرض مساعدات غزة: ”أداة للضغط على المدنيين”

الأربعاء 14 مايو 2025 09:47 صـ 17 ذو القعدة 1446 هـ
غزة
غزة

انتقد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، خطة توزيع المساعدات الإنسانية التي اقترحتها إسرائيل في قطاع غزة، ووصفها بأنها "غطاء لمزيد من العنف والنزوح". وقال فليتشر إن هذه الخطة لا تمثل سوى "مسرحية هزلية" تهدف إلى تشتيت الانتباه عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها المدنيون في غزة بسبب الحصار المستمر والهجمات العسكرية الإسرائيلية. جاء هذا التصريح في اجتماع مجلس الأمن الذي عقد الثلاثاء لمناقشة الأوضاع في غزة.

تأثير خطة المساعدات على المدنيين

تتضمن الخطة الإسرائيلية التي تدعمها الولايات المتحدة إشراف شركات خاصة على توزيع المساعدات في جنوب غزة، في وقت تشهد فيه المنطقة هجومًا عسكريًا موسعًا. وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن نصف مليون فلسطيني في غزة يواجهون خطر المجاعة بسبب نقص المواد الغذائية والإمدادات الطبية. كما أوضح فليتشر أن هذه الخطة ستؤدي إلى مزيد من عمليات النزوح في القطاع، حيث سيضطر السكان إلى مغادرة مناطقهم للحصول على المساعدات.

اعتراضات دولية على الخطة

تعارض العديد من الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا وسلوفينيا واليونان والدنمارك الخطة الإسرائيلية المدعومة من واشنطن. فقد صرح هؤلاء في بيان مشترك، قبل اجتماع مجلس الأمن، بأنهم "لا يستطيعون دعم نموذج يجعل الأهداف السياسية أو العسكرية تأتي قبل الاحتياجات الإنسانية للمدنيين". هذه التصريحات تعكس قلق المجتمع الدولي من أن خطة إسرائيل قد تؤدي إلى تشديد الحصار على غزة، مما يزيد من معاناة المدنيين.

تهم إسرائيل بسرقة المساعدات

السلطات الإسرائيلية تتهم حركة حماس بسرقة المساعدات الإنسانية، وهو ما تنفيه الحركة. ومن جانبه، أكد فليتشر أن الأمم المتحدة كانت قد اجتمعت مع السلطات الإسرائيلية أكثر من 10 مرات لمناقشة هذه القضية، ولكن دون الوصول إلى أي اتفاق حقيقي. وأضاف أن أي خطة لتوزيع المساعدات يجب أن تكون مستقلة وحيادية لضمان وصولها إلى المدنيين المحتاجين، وليس إلى الأطراف السياسية.

ردود فعل واشنطن ورفض الأمم المتحدة

في الوقت ذاته، أيدت الولايات المتحدة خطة إسرائيل، حيث أكدت على دعمها لتوزيع المساعدات عبر آلية جديدة تتضمن مشاركة شركات خاصة. ودعت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، منظمات الإغاثة الدولية إلى التعاون مع هذه الآلية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعمل على ضمان وصول المساعدات بشكل آمن إلى المدنيين. من جانبها، رفضت الأمم المتحدة هذه المقترحات في وقت سابق، حيث اعتبر الأمين العام أنطونيو جوتيريش أن هذه الخطة تمثل "زيادة في السيطرة على المساعدات الإنسانية".

الأهداف العسكرية فوق الاحتياجات الإنسانية

تستمر الخلافات الدولية بشأن خطة توزيع المساعدات في غزة، حيث يرفض المسؤولون الأمميون والعديد من الدول الغربية مقترحات إسرائيل التي تضع الأهداف العسكرية والسياسية فوق الاحتياجات الإنسانية. في حين تواصل الأمم المتحدة دعواتها لتوزيع المساعدات بطريقة مستقلة ومحايدة لضمان وصولها إلى المدنيين.