هل صيام العشر من ذي الحجة سنة مؤكدة عن النبي ﷺ ؟

مع اقتراب موسم العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، تزايدت عمليات البحث والتساؤلات بين المسلمين في العالم العربي والإسلامي حول فضل هذه الأيام، لا سيما مسألة صيامها، وما إذا كان ذلك من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا السياق، نقدم لك عزيزي القارئ إجابة شافية على هذا التساؤل، استنادًا إلى آراء العلماء وفتاوى الجهات الشرعية الرسمية.
صيام العشر من ذي الحجة... سنة محببة باتفاق العلماء
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة هو من الأعمال الصالحة المستحبة التي ورد الحث عليها في أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في الصحيح عن النبي قوله:
"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" (رواه البخاري).
ولما سئل عن الجهاد، قال:
"ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
وتوضح هذه الأحاديث النبوية عظمة هذه الأيام ومكانتها في الإسلام، وكونها فرصة ثمينة للتقرب إلى الله.
أقوال السلف وأمهات المؤمنين تؤكد الاستحباب
وقد نُقل عن عدد من الصحابة والتابعين كـ مجاهد، وعطاء، ومحمد بن سيرين، أنهم كانوا يحرصون على الصيام في هذه الأيام. كما ورد عن أمهات المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة.
ففي حديث عن زوجة النبي قالت:
"كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر".
كما قالت السيدة حفصة رضي الله عنها:
"أربع لم يكن يدعهن النبي: صيام العشر، وعاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتان قبل الفجر".
صيام يوم عرفة... تاج الأيام وأعظمها أجرًا
من بين أيام العشر، يُعد يوم عرفة أعظمها أجرًا، لما ورد فيه من فضل خاص. فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه، وقال:
"صيام يوم عرفة يُكفّر السنة الماضية والباقية" (رواه مسلم).
وفي بث مباشر أجرته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية، أكد الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى، أن صيام العشر مستحب لمن استطاع، وهو من أفضل العبادات التي تقرّب العبد إلى الله في هذه الأيام، كما يشمل الفضل أيضًا: القيام، وذكر الله، والصدقة، وقراءة القرآن.
لمن لا يستطيع الصيام: باب الأجر مفتوح بالأعمال الأخرى
كما أشار الشيخ محمد وسام إلى أن من لا يقدر على الصيام، يمكنه تعويض ذلك بعبادات أخرى كالإكثار من الذكر، وتلاوة القرآن الكريم، والصدقة، والاجتهاد في الأعمال الصالحة، مؤكدًا أن هذه الأيام هي من نفحات الله التي ينبغي اغتنامها.
صيام العشر من ذي الحجة سنة مستحبة عظيمة الأجر
في ضوء ما ورد من أحاديث نبوية وآراء العلماء وفتاوى دار الإفتاء، يتضح أن صيام الأيام التسع من ذي الحجة سنة مستحبة مؤكدة، ولها أجر عظيم، لا سيما يوم عرفة. وينبغي على كل مسلم ومسلمة السعي لاغتنام هذه الأيام المباركة، كلٌ حسب استطاعته، لما فيها من خير ورحمة ومغفرة من الله عز وجل.
صيام العشر من ذي الحجة، فضل العشر الأوائل، صيام يوم عرفة، دار الإفتاء المصرية، سنة مؤكدة، أحاديث نبوية عن ذي الحجة، فضل الصيام، الأعمال الصالحة، الأيام العشر، أعمال مستحبة، فتاوى دار الإفتاء، محمد وسام، العشر من ذي الحجة، نفحات الله، صيام تطوعي، قيام الليل، ذكر الله، قراءة القرآن.