المشهد اليمني

صحيفة أمريكية: أمريكا أنفقت 7 مليارات دولار ضد الحوثيين دون نتائج!

السبت 17 مايو 2025 11:52 مـ 20 ذو القعدة 1446 هـ
حاملة طائرات أمريكية شاركت بالحملة ضد الحوثيين
حاملة طائرات أمريكية شاركت بالحملة ضد الحوثيين

رغم تأكيد تقارير ميدانية ومحلية تكبّد الحوثيين خسائر كبيرة على مستوى القيادات، وخبراء الصواريخ، ومخازن الأسلحة، إلا أن الجماعة لا تزال تحتفظ بقدراتها الهجومية وتواصل تهديد الملاحة الدولية، وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الولايات المتحدة أنفقت ما لا يقل عن 7 مليارات دولار في إطار عملياتها العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن، بهدف تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لكنها لم تنجح في تحقيق أهدافها، بل زادت من قوة الجماعة، حسب ما ورد في تقرير موسّع نشرته الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة أهدرت 7 مليارات دولار في قصف بلد لم نتمكن من تحديد موقعه على الخريطة، ولم تنل من جماعة الحوثي، بل زادتها قوة، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عزز ما وصفته بسياسة جو بايدن الفاشلة في التعامل مع الملف اليمني.

ووفقًا لتقديرات منظمة أولويات الدفاع، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، فإن الغارات الجوية الأمريكية على اليمن، التي امتدت لأكثر من عامين خلال إداراتي بايدن وترامب، استنزفت أكثر من سبعة مليارات دولار، مع الإشارة إلى أن الجزء الأكبر من الإنفاق وقع في عهد بايدن.

وأكدت ليندا بيلمز، الخبيرة في تكلفة الصراعات العسكرية بجامعة هارفارد، أن هذا الرقم "تقدير معقول" عند احتساب تكاليف نشر حاملات الطائرات، وأجور القوات، والذخائر، وعوامل أخرى.

وأضافت بيلمز: الإنفاق الأمريكي مقابل الحوثيين غير متكافئ. الولايات المتحدة تنفق مليون دولار على صاروخ لاعتراض طائرة مسيّرة لا تتجاوز قيمتها 500 دولار، وغالبًا ما تكون إيرانية الصنع.

وذكر التقرير أن فضيحة "سيجنال"، التي كشفت تبادل مسؤولي إدارة ترامب رسائل نصية غير آمنة حول الضربات على اليمن، ليست إلا جزءًا من أزمة أكبر تتعلق بسياسة فاشلة، مكّنت "عدوًا للولايات المتحدة"، وأضعفت أمنها، وهددت حياة آلاف الأشخاص.

وأضاف التقرير: نظام متطرف في اليمن كان يعرقل التجارة الدولية، وردّت واشنطن بعام من القصف الجوي الذي استنزف المليارات دون تحقيق نتائج ملموسة.

وأشار إلى أن الحوثيين أسقطوا خلال ستة أسابيع سبع طائرات مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper، تبلغ قيمة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار، كما فقدت الولايات المتحدة طائرتين مقاتلتين من طراز F/A-18 Super Hornet، تُقدّر تكلفة الواحدة بـ67 مليون دولار.

وأكد التقرير أن القصف الأمريكي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 206 مدنيين في شهر أبريل وحده، وفقًا لمشروع بيانات اليمن، وهي منظمة غير ربحية معنية بتوثيق ضحايا النزاع. كما أشار إلى تدهور في القدرات العسكرية الأمريكية بسبب استنزاف الذخائر المتوفرة.

وفي سياق متصل، أعلن ترامب في مارس الماضي أن الحملة ستؤدي إلى إبادة كاملة للحوثيين، لكنه عاد وأعلن توقفًا مؤقتًا في العمليات الهجومية، بعد تلقيه وعودًا من الجماعة بعدم استهداف السفن الأمريكية.

غير أن التقرير أشار إلى أن المشكلة لم تكن السفن الأمريكية تحديدًا، بل إن معظم السفن التي تمر في البحر الأحمر ليست أمريكية بالأساس، ما يثير تساؤلات بشأن فاعلية الاستراتيجية الأمريكية وجدوى التكاليف الهائلة التي تكبّدتها.