الإمارات تُعلِّم الذكاء الاصطناعي للأطفال من سن الرابعة

في خطوة جريئة تعكس رؤيتها المستقبلية، بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة إدخال مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية المخصصة للأطفال، بداية من سن الرابعة، وذلك في المدارس الحكومية. يأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى إعداد جيل متمكن تقنياً، يستطيع التفاعل مع متغيرات العصر الرقمي من عمر مبكر، ويمتلك المهارات اللازمة للمساهمة الفاعلة في اقتصاد المستقبل.
منهج شامل يبدأ من رياض الأطفال
البرنامج التعليمي لا يقتصر على الجانب التقني فقط، بل يتضمن مجموعة من الأنشطة والتطبيقات التعليمية التي تساعد الأطفال على فهم أساسيات الذكاء الاصطناعي بشكل مبسط وتفاعلي. كما يشمل المنهج تعليمات واضحة ومبسطة حول مبادئ الاستخدام الأخلاقي للتقنيات الذكية، إضافة إلى مهارات تقييم المحتوى المُنتج بواسطة هذه الأدوات، مما يعزز التفكير النقدي لدى الأطفال.
بناء بيئة تعليمية قائمة على التكنولوجيا
حرصت الجهات التعليمية في الإمارات على تهيئة بيئة تعليمية تفاعلية تتوافق مع متطلبات هذا المنهج، من خلال تدريب المعلمين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي داخل الصفوف الدراسية، وتوفير الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تساعد على إيصال المفاهيم بشكل مبسط وآمن للأطفال في هذه المرحلة العمرية الحساسة.
دعم رؤية الإمارات كمركز للذكاء الاصطناعي
تندرج هذه المبادرة في سياق رؤية دولة الإمارات لتصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً للذكاء الاصطناعي، كما تعكس التزامها بدمج التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة، وعلى رأسها قطاع التعليم. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من خطة وطنية تهدف إلى بناء اقتصاد معرفي ومستدام، يقوم على المهارات والابتكار والبحث العلمي.
مستقبل تعليمي ذكي يبدأ من الطفولة
من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في المراحل التعليمية المبكرة، ترسم الإمارات ملامح مستقبل جديد للتعليم، قائم على الابتكار والاستباقية. ويُنتظر أن تؤتي هذه المبادرة ثمارها خلال السنوات المقبلة، من خلال تخريج أجيال تمتلك أدوات العصر وتساهم في دفع عجلة التطور التكنولوجي داخل الدولة وخارجها، في وقت يشهد فيه العالم سباقاً محموماً نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.