المشهد اليمني

رويترز: القيادة السورية تقدم هديّة ثمينة لإسرائيل

الأربعاء 21 مايو 2025 10:57 صـ 24 ذو القعدة 1446 هـ

وافقت القيادة السورية، على تسليم مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، للاحتلال، في محاولة لتهدئة التوترات مع تل أبيب، وإظهار حسن النية تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حسبما أفادت ثلاثة مصادر لوكالة "رويترز".

وبحسب مصادر سورية، من بينها مسؤول أمني، ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع، وشخص مطّلع على المحادثات السرّية بين الجانبين، فإن الأرشيف جرى تسليمه كإشارة غير مباشرة من الشرع، ضمن مساعيه لخفض التوتر وبناء ثقة مع إدارة ترامب.

وفي حين لم تكشف إسرائيل علنًا عن تفاصيل كيفية الحصول على الأرشيف، واكتفت بالقول إنها "عملية سرية ومعقدة نفّذها الموساد بالتعاون مع جهاز استخبارات صديق"، قالت "رويترز" إنه لم يرد أي تعليق فوري من مكتب نتنياهو أو المسؤولين السوريين أو البيت الأبيض بشأن دور سورية في هذه "العملية".

ومن جانبه، اعتبر مسؤول إسرائيلي أن "الادعاء بأن أغراض إيلي كوهين نقل إلى إسرائيل عن طريق رئيس سورية، غير صحيح"؛ حسبما أوردت تقارير إسرائيلية.

وكانت إسرائيل قد أعلنت، الأحد، عن استعادة مجموعة من الوثائق والصور والممتلكات الشخصية العائدة لكوهين، مشيرة إلى أن العملية نُفذت من قبل جهاز "الموساد" بالتعاون مع جهة استخباراتية أجنبية لم تُسمّها.

وشملت الوثائق، صورًا عائلية ورسائل شخصية ومفتاح شقة كوهين في دمشق، إلى جانب تقارير استخباراتية كان يرسلها إلى مشغليه في إسرائيل، ونسخة أصلية من حكم الإعدام الصادر عن المحكمة السورية، ووصيته الأخيرة. وتم تسليم بعض المقتنيات إلى أرملته نادية كوهين، في خطوة رمزية تحمل بُعدًا إنسانيًا وعاطفيًا.

ووُلد إيلي كوهين في مصر لعائلة يهودية، قبل أن تنتقل إلى إسرائيل بعد إعلان قيام الدولة العبرية عام 1948. وتم تجنيده في جهاز الموساد، وانتحل هوية رجل أعمال سوري قادم من أمريكا الجنوبية. ونجح في اختراق دوائر الحكم السورية، وأرسل تقارير حساسة إلى تل أبيب، إلى أن تم القبض عليه عام 1965 وأُعدم في 18 مايو من نفس العام. لا تزال قصته تُروى كمثال على أعمق عمليات التجسس في التاريخ الحديث.