المشهد اليمني

روسيا والفضاء النووي ومعلومات حول القبة الذهبية.. فما الذي يقلق أمريكا؟

الأربعاء 21 مايو 2025 12:25 مـ 24 ذو القعدة 1446 هـ
القبة الذهبية
القبة الذهبية

في عالم تتسابق فيه القوى الكبرى نحو الهيمنة، تتصدر الفضاء هذه المرة ساحة المواجهة. تقارير استخباراتية أمريكية أثارت القلق مجددًا، بعد أن ألمحت إلى أن روسيا قد تطور قدرات نووية في الفضاء، ما دفع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق إلى دق ناقوس الخطر. فهل نشهد بداية سباق تسلح جديد خارج الغلاف الجوي؟

قلق أمريكي من تسلح الفضاء الروسي

الحديث عن قدرات نووية روسية في الفضاء لم يأتِ من فراغ، بل من معلومات استخباراتية حديثة أثارت قلق مسؤولي الأمن القومي الأمريكي. التحركات الروسية تُشير إلى محاولات محتملة لنشر أسلحة قادرة على تعطيل أو تدمير الأقمار الصناعية الأمريكية، ما يمثل تهديدًا استراتيجيًا جديدًا.

مدير CIA الأسبق يحذر من سيناريو خطير

علق المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية، محذرًا من أن إدخال السلاح النووي إلى الفضاء قد يفتح الباب أمام سباق تسلح فضائي بلا ضوابط، ويهدد الاتصالات والبنية التحتية العالمية. وأكد أن هذا التوجه يتطلب استجابة أمريكية عاجلة ومتعددة الأوجه.

القبة الذهبية: درع ترامب الفضائي

في خضم هذه التهديدات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مشروع "القبة الذهبية"، وهو نظام دفاعي فضائي مستقبلي يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من هجمات الصواريخ الباليستية والمجنحة. النظام الجديد يشبه في اسمه نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي، لكن تطبيقه على مساحة بحجم أمريكا يمثل تحديًا لوجستيًا وتقنيًا ضخمًا.

16 ألف صاروخ لاعتراض 10 فقط؟

وفقًا لتحليلات فيزيائية أمريكية، فإن اعتراض وابل من عشرة صواريخ نووية عابرة للقارات سيتطلب نشر حوالي 16,000 صاروخ اعتراضي في المدار الأرضي. وهي تكلفة باهظة وغير واقعية اقتصاديًا، ما يثير الشكوك حول جدوى المشروع بأكمله.

عودة "حرب النجوم".. ولكن بحلة جديدة

العودة للحديث عن مشروع "القبة الذهبية" أعاد للأذهان مبادرة "حرب النجوم" التي أطلقها الرئيس ريغان في الثمانينات، والتي فشلت بسبب معوقات تقنية واقتصادية هائلة. اليوم، تبدو التحديات أكثر تعقيدًا، في ظل تطور الأسلحة والقدرات السيبرانية والهجمات المضادة للأقمار الصناعية.

البنتاغون يعدل استراتيجيته وموازنته

استجابة للتوجيهات الرئاسية، يعمل البنتاغون على إعادة تشكيل خطته الدفاعية لتضم المشروع الجديد، حيث تم إصدار مذكرة داخلية تأمر بتركيز الجهود على تطوير القبة الذهبية ضمن ميزانية 2026-2030. لكن المشروع لا يزال في مرحلة المفاهيم فقط.

صناعات الدفاع في حالة استنفار

المقاولون الدفاعيون، وعلى رأسهم شركة "لوكهيد مارتن"، بدأوا فعليًا في إعداد خططهم، حيث استجابت أكثر من 360 جهة لنداء وكالة الدفاع الصاروخي لتقديم أفكارهم بشأن القبة الذهبية. كما أطلقت الشركة موقعًا إلكترونيًا خاصًا بالمشروع لتسويق قدراتها التقنية.

نظام دفاعي أم فخ مالي؟

عدد من المحللين يرون في المشروع "فخًا ماليًا"، إذ سيتطلب مليارات الدولارات لتغطية جزء بسيط من التهديد، بينما تبقى الفجوة التقنية كبيرة. يقول عضو الكونغرس السابق جون تيرني: "إنه نظام هش، سهل الاستهداف، ومكلف بشكل غير منطقي".

ما الحل في ظل السباق الفضائي؟

يرى خبراء الأمن أن الرد الأمريكي يجب ألا يقتصر على بناء دفاعات فضائية باهظة، بل يشمل أيضًا تعزيز الردع الاستراتيجي، وتوسيع التعاون الدولي لتنظيم الفضاء ومنع عسكرة المدار الأرضي.

خلاصة المواجهة: لا منتصر في الفضاء النووي

التحذيرات من تسلح الفضاء، والحديث عن "القبة الذهبية"، يعيدان العالم إلى لحظة حرجة في سباق تسلح قد يخرج عن السيطرة. الفضاء، الذي كان حلمًا للعلماء والمستكشفين، يتحول شيئًا فشيئًا إلى ساحة صراع على الهيمنة النووية، وسط تساؤلات مشروعة: هل نحن في بداية "الحرب الباردة الفضائية"؟