المشهد اليمني

انقطاع الرواتب يفاقم المعاناة.. ومظاهرات محرومة في عدن والجنوب

الخميس 22 مايو 2025 12:19 صـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
احتجاجات عدن
احتجاجات عدن

رصد الصحفي علي منصور مقراط، حالة الاحتقان الشعبي والمعاناة المتزايدة التي يعيشها مواطنو مدينة عدن ومعظم المحافظات الجنوبية المحررة، نتيجة تفاقم الأزمات الاقتصادية والخدمية التي باتت تهدد استقرار الحياة اليومية للسكان.

وقال مقراط إن حياة المواطن في هذه المناطق تحولت إلى "ضنك وهلاك" بسبب تواتر المصائب التي لم تتوقف منذ بدء الحرب قبل سنوات، وأبرزها في الآونة الأخيرة تواصل انقطاع الرواتب لفترة تجاوزت 51 يومًا لكل من الموظفين المدنيين والعسكريين، إضافة إلى انهيار العملة المحلية، وتضخم غير مسبوق في الأسعار، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة في ظل حرارة الصيف القاسية، فضلًا عن انتشار الأمراض وشح الخدمات الصحية، ما جعل الحصول على العلاج أمرًا شبه مستحيل بالنسبة للفئات الفقيرة والمتوسطة.

وأشار الصحفي إلى أن سكان المحافظات المحررة كانوا يأملون في أن تكون الأيام الماضية بداية للتخفيف من معاناتهم بعد دخول شهر ذي القعدة وقرب حلول عيد الأضحى المبارك، إلا أن ما وصفه بـ"المفاجأة المؤلمة" كان في صرف راتب واحد فقط، وهو راتب شهر أبريل الماضي، للموظفين المدنيين، بينما لا يزال العسكريون ومنتسقو الأمن دون أي دخل مالي، مما زاد من حالة الاستياء والغضب بين صفوفهم.

وأوضح مقراط أن هناك حديثًا عن إمكانية صرف راتب آخر، ربما يكون لشهر مايو، الأسبوع القادم، لكن ذلك لا يفي بالحد الأدنى من الحقوق المتراكمة ولا يُعوّض المعاناة التي طالت كل بيت تقريبًا.

وفي تصريحاته التي أثارت اهتمام الشارع المحلي، كشف مقراط عن حالة من السخط المجتمعي الواسع تجاه المسؤولين في كل من مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذين وصفهم بأنهم "يحفرون قبورهم بأيديهم"، مشيرًا إلى أن الشعب الذي أوصلته الضغوط إلى حد الانكسار تحمل فوق طاقته، حتى بات منعه من التعبير عن معاناته عبر التظاهر أو الاحتجاج دليلًا على تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية.

ولفت إلى أن الجهات التي تمنع التحركات الشعبية وتحتج بمبررات واهية، تتقاضى رواتبها في مواعيدها وبالعملة الصعبة، الأمر الذي يجعلها بعيدة تمامًا عن الواقع المرير الذي يعيشه غالبية المواطنين، من الطبقة المتوسطة والفقيرة والمستضعفين الذين أصبحوا ضحية السياسات الخاطئة والفساد المستشري وغياب الرؤية الوطنية الحقيقية.

واختتم مقراط تصريحاته بدعوة صريحة إلى أصحاب القرار، مؤكداً أن هذا الوضع لن يستمر، وأن التاريخ قد بيّن مرارًا أن الشعوب قادرة على إسقاط أكبر الإمبراطوريات وأعتى الترسانات العسكرية، وأن ما يجري اليوم من ظلم وتجاهل لن يبقى بلا رد فعل، خاصة إذا استمرت النخب الحاكمة في إغفال هموم الناس واحتياجاتهم الأساسية