خيبة أمل جديدة.. النسي يتحدث عن سيطرة أبناء زبيد على المجلس الانتقالي الجنوبي

وجه العميد خالد النسي، القيادي الجنوبي البارز، انتقادات حادة للواقع السياسي في الجنوب، مؤكداً أن التهميش الذي تعرض له الجنوبيون بدأ منذ اللحظة الأولى للوحدة اليمنية في عام 1990.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها مؤخراً، شن النسي هجوماً لاذعاً على النظام السياسي السابق في الشمال، الذي كان تحت سيطرة أبناء سنحان وآل الأحمر، متهمًا إياه بارتكاب سياسات عنصرية قادت إلى استنزاف موارد الجنوب وإقصاء أبنائه من المشهد السياسي والاقتصادي.
وقال النسي إن الجنوبيين كانوا الأكثر حماساً للوحدة، وقدموا تنازلات كبيرة في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية، لكنهم في المقابل واجهوا الإقصاء والحرمان، ثم القتل والاجتياح العسكري في حرب 1994 التي أسفرت عن تدمير البنية السياسية والاجتماعية في الجنوب، وتركت آثاراً عميقة من الفقر والصراعات القبلية والإرهاب، ما زالت تعصف بالمنطقة حتى اليوم.
ولفت النسي إلى أن الصمود التاريخي لأبناء الجنوب لم يمنعهم من تحقيق انتصارات كبيرة، منها تحرير مدينة عدن خلال العام 2015 ضمن عمليات "عاصفة الحزم"، إلا أن هذه الانتصارات لم تقود إلى بناء دولة أو استعادة حقوق المواطنين، بل جاءت بخيبة أمل جديدة، تمثلت في هيمنة جماعة "أبناء زبيد" على المجلس الانتقالي الجنوبي، الذراع السياسي للجنوب في ظل الصراعات الجارية.
واتهم النسي هذه الجماعة بالفساد ونهب الأراضي والاستيلاء على المقدرات العامة، فضلاً عن قمع أي صوت معارض داخل الجنوب، مشيراً إلى أنها قدمت تنازلات غير مبررة للقوى الشمالية، ما سمح بعودة نفوذها إلى المناطق الجنوبية، في وقت كان الشعب يأمل في استقلالية القرار الجنوبي وتحقيق السيادة.
وأكد العميد خالد النسي أن رفض هذه القوى للحوار مع باقي المكونات الجنوبية، والتمسك بالهيمنة والسيطرة دون مراعاة التنوع المجتمعي والسياسي في الجنوب، أدى إلى حالة من اليأس بين صفوف الكثير من الجنوبيين، ودفع البعض منهم إلى كره الجنوب بنفس القدر من الكره الذي يكنونه للشمال.
ودعا النسي إلى ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في البنية السياسية الجنوبية، تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة الحقيقية بين جميع أبناء الجنوب، محذراً من استمرار ممارسات المناطقية والتمييز التي تهدد مستقبل القضية الجنوبية وتصعب تحقيق أي تسوية سياسية عادلة.
وشدد على أن مستقبل الجنوب لن يُبنى على أسس قبلية أو مناطقية، بل على أساس المواطنة المتساوية والعدالة والشراكة الوطنية، مطالباً القوى السياسية والمجتمع الدولي بالعمل على دعم هذا المسار وتفويت الفرصة على الذين يسعون لاستغلال الانقسامات لتحقيق مصالح شخصية أو ضيقة.