المشهد اليمني

تفاصيل لقاء الشرع ومبعوث ترامب في إسطنبول

الأحد 25 مايو 2025 12:33 مـ 28 ذو القعدة 1446 هـ
لقاء الشرع والمبعوث الأميركي في إسطنبول
لقاء الشرع والمبعوث الأميركي في إسطنبول

في خطوة غير متوقعة، شهدت مدينة إسطنبول التركية لقاءً وصف بالتاريخي بين الرئيس السوري أحمد الشرع والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سوريا، توماس باراك. وجاء الاجتماع الذي عُقد السبت، على هامش زيارة رسمية لباراك إلى تركيا، في وقت حساس من التحولات السياسية الإقليمية، وأعقب قرار الإدارة الأميركية برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، ما فتح الباب أمام استئناف العلاقات بين البلدين بعد قطيعة استمرت 14 عامًا.

التزامات سورية بشأن المفقودين الأميركيين

أعلن المبعوث الأميركي أن الحكومة السورية الجديدة تعهدت بالتعاون مع واشنطن لتحديد أماكن وجود المواطنين الأميركيين المفقودين أو رفاتهم داخل الأراضي السورية. وكتب باراك على منصة "إكس" أن دمشق أبدت استعدادًا صريحًا للمساعدة في هذا الملف الإنساني المعقّد، مشيرًا إلى أنه يمثل خطوة إيجابية إلى الأمام. وتبرز في هذا السياق قضية الصحافي الأميركي أوستن تايس، المختفي منذ عام 2012، كواحدة من أبرز القضايا العالقة بين الطرفين.

دعم الاستثمارات ورفع العقوبات

وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية، فقد ركز اللقاء بين الجانبين على آليات تنفيذ رفع العقوبات عن سوريا، حيث أكد الرئيس السوري أن هذه العقوبات شكلت عبئًا ثقيلًا على الاقتصاد والمواطن السوري. كما تم مناقشة وسائل دعم الاستثمارات الأجنبية، وخاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، وأبدت الحكومة السورية استعدادها لتقديم التسهيلات اللازمة أمام الشركات والمستثمرين الراغبين في العمل داخل سوريا.

ملفات عسكرية وأمنية حساسة على الطاولة

تطرق اللقاء أيضًا إلى عدد من الملفات الأمنية الشائكة، من بينها ملف مقاتلي تنظيم الدولة، ووضع مخيم الهول الذي يضم عناصر من جنسيات متعددة. كما أعلن مراسل التلفزيون العربي أن وزارة الداخلية السورية بدأت بالفعل بإنشاء جهاز متخصص لمكافحة الإرهاب، في إطار اتفاق شامل مع واشنطن لتعزيز الأمن الداخلي والإقليمي. وتمت مناقشة سبل إعادة الأجانب المحتجزين في المخيمات إلى دولهم الأصلية، بالإضافة إلى مكافحة بقايا التنظيمات المتطرفة التي لا تزال تنشط في بعض المناطق.

قضايا السيادة واتفاقات دولية

أكد الرئيس السوري خلال اللقاء على تمسك بلاده بوحدة وسيادة أراضيها ورفضها لأي محاولات للتقسيم. كما شدد على أهمية تطبيق اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، لضمان الاستقرار في الجنوب السوري، لا سيما في منطقة الجولان المحتلة. وتم التطرق أيضًا إلى مسألة التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حيث ناقش الطرفان إمكانية دمج هذه القوات ضمن مؤسسات الدولة السورية، بما يعزز من وحدة القرار السياسي والعسكري داخل البلاد.

زيارة مرتقبة إلى الأراضي السورية

اختتم المبعوث الأميركي لقاءه بالإعلان عن زيارة قريبة سيقوم بها إلى الأراضي السورية، لمتابعة نتائج الاجتماع واستكمال مناقشة الملفات الداخلية والخارجية، وعلى رأسها ملف الأسلحة الكيميائية التي خلّفها النظام السابق، حيث شدد الجانبان على ضرورة التخلص منها لضمان سلامة المدنيين والدول المجاورة.