المشهد اليمني

أجهزة التكييف.. هل تسبب مشاكل تنفسية فعلًا؟

الثلاثاء 27 مايو 2025 01:42 صـ 30 ذو القعدة 1446 هـ
تعبيرية
تعبيرية

أجهزة التكييف أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصة في المناطق ذات المناخ الحار. لكن مع تزايد الاعتماد عليها، ظهرت تساؤلات حول تأثيرها على الصحة التنفسية. تشير الدراسات إلى أن استخدام المكيفات قد يكون مرتبطًا ببعض المشاكل التنفسية، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي.

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة PubMed أن الأفراد الذين يعملون في مكاتب مكيفة الهواء يعانون من أعراض تنفسية أكثر مقارنةً بأولئك الذين يعملون في بيئات ذات تهوية طبيعية. شملت الأعراض زيادة في السعال المستمر، التهاب الجيوب الأنفية، وأعراض الأنف والعينين. على سبيل المثال، كان احتمال الإصابة بالسعال المستمر أعلى بثلاث مرات لدى العاملين في المكاتب المكيفة مقارنةً بالآخرين.

2. تأثير الهواء البارد على أمراض الجهاز التنفسي المزمنة

الهواء البارد الناتج عن أجهزة التكييف يمكن أن يؤدي إلى تضيق الشعب الهوائية، مما يزيد من أعراض الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD). تشير الدراسات إلى أن التغيرات السريعة في درجة الحرارة، خاصة الانخفاض المفاجئ، قد تؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى المرضى الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة.

3. متلازمة المباني المريضة (SBS)

"متلازمة المباني المريضة" تشير إلى مجموعة من الأعراض التي يعاني منها الأفراد بسبب التواجد في مبانٍ معينة، وغالبًا ما تكون مرتبطة بأنظمة التكييف والتهوية. تشمل هذه الأعراض الصداع، التعب، تهيج العينين والأنف، وصعوبات التنفس. تُعزى هذه الأعراض إلى عوامل مثل التهوية غير الكافية، التلوث الداخلي، ونمو العفن داخل أنظمة التكييف.

4. نمو العفن والبكتيريا في أنظمة التكييف

إذا لم تتم صيانة أجهزة التكييف بشكل دوري، يمكن أن تصبح بيئة مثالية لنمو العفن والبكتيريا. تشير الدراسات إلى أن التعرض للعفن الداخلي مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالربو والتهاب الجيوب الأنفية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن. توصي منظمة الصحة العالمية بالحفاظ على مستويات الرطوبة الداخلية بين 40-60% للحد من نمو العفن.

نصائح للحد من التأثيرات السلبية لأجهزة التكييف

  • الصيانة الدورية: تنظيف الفلاتر وتفقد الأنظمة بانتظام لمنع تراكم الغبار والعفن.
  • التحكم في درجة الحرارة: تجنب التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة، والحفاظ على درجة حرارة معتدلة.
  • التهوية الجيدة: فتح النوافذ بانتظام للسماح بدخول الهواء النقي وتقليل التلوث الداخلي.
  • استخدام مرطبات الهواء: للحفاظ على مستويات رطوبة مناسبة داخل المنزل.
  • استشارة الطبيب: في حالة ظهور أعراض تنفسية مستمرة، يُنصح بمراجعة الطبيب المختص.


في الختام، بينما توفر أجهزة التكييف راحة كبيرة في الأجواء الحارة، من الضروري استخدامها بحذر ووعي للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي. الصيانة الجيدة والتهوية المناسبة يمكن أن تقلل من المخاطر المحتملة وتضمن بيئة داخلية صحية.