رسوم ترامب تعصف بالصناعة الصينية وتهدد ملايين الوظائف

كشف تقرير حديث نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الرسوم الجمركية التي أعاد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، فرضها على البضائع الصينية تُهدد مستقبل شركات التصنيع في الصين، وقد تُجبر بعضها على تسريح ما يصل إلى خمسين بالمئة من قوتها العاملة. يأتي ذلك في وقت تعاني فيه بكين من تباطؤ اقتصادي حاد وارتفاع قياسي في معدلات البطالة، خاصة بين الشباب، مما يفاقم من تأثير هذه الإجراءات التجارية على استقرار سوق العمل المحلي.
شركات مهددة بالإغلاق والعمال في مهب الريح
استعرض التقرير حالة أحد مصانع الألعاب الصينية التي تعاني من آثار هذه الحرب التجارية، حيث بقيت المنتجات مكدسة في المستودعات دون شحن، في ظل العجز عن تحمّل تكاليف إعادة التوظيف أو التطوير. وأوضح مدير في المصنع أن الوضع وصل إلى نقطة حرجة، قائلاً: "نحن في خطر وجودي. لقد خفضنا عدد الموظفين إلى النصف، وأوقفنا خطط التوسع كافة، ولم نعد نطور أي منتج جديد". وأضاف أن حالة عدم اليقين تسيطر على الجميع، وأن كل يوم يمر يُفاقم من الأزمة دون بوادر للحل.
ترامب يسخر من خسائر الصين ويدافع عن سياسته
في سياق متصل، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكثر من مناسبة التأكيد على فعالية استراتيجيته الجمركية ضد الصين، زاعمًا أن هذه الإجراءات كانت سببًا في فقدان خمسة ملايين وظيفة داخل الاقتصاد الصيني خلال ولايته الأولى. وفي تغريدة شهيرة تعود لعام 2019، صرّح ترامب بأن الصين "تراجعت عشرات السنين بسبب سياساته التجارية"، في إشارة إلى الأثر السلبي الذي أحدثته الرسوم الجمركية على القدرات التصديرية الصينية.
تفاوض جديد وسط تفاقم التحديات الاقتصادية
مع بداية فترة رئاسية ثانية لترامب، عاد الحوار بين بكين وواشنطن بشأن الرسوم الجمركية إلى الواجهة. وأكد التقرير أن سوق العمل الصيني يُعد الآن أحد المحاور الرئيسة في تلك المفاوضات، لاسيما في ظل هشاشة البنية الاقتصادية بعد أزمة تفشي فيروس كوفيد-19 وتراجع القطاع العقاري، ما أدى إلى فقدان ملايين الوظائف وتزايد الإحساس العام بالفقر. ويواجه الاقتصاد تحديات عميقة، خاصة مع تدفق أعداد ضخمة من خريجي الجامعات إلى سوق العمل في وقت تشهد فيه البلاد نسب بطالة شبابية تتجاوز العشرين بالمئة.
تحذيرات من انهيار فرص التوظيف في قطاع التصنيع
أكدت أليسيا جارسيا هيريرو، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى بنك ناتيكسيس، أن الوضع الحالي يُعد أسوأ بكثير مما كان عليه في أي وقت مضى خلال الحرب التجارية السابقة. وأضافت أن الحفاظ على مئة مليون وظيفة في قطاع التصنيع الصيني أصبح مهمة وطنية ملحة، إذ إن فقدان هذه الوظائف قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية يصعب احتواؤها. وأشارت إلى أن تآكل فرص العمل في القطاعات الأخرى جعل من قطاع المصانع آخر معاقل الأمان الوظيفي لملايين الأسر الصينية.